فيينا (رويترز) - اتهمت سوريا اسرائيل يوم الاربعاء بأنها تمثل تهديدا للعالم من خلال "ترسانتها العسكرية النووية الضخمة" بعد يوم من انتقاد اسرائيل لدمشق متهمة اياها بعرقلة تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها الذرية. وأبرز تبادل الاتهامات في الاجتماع السنوي للدول الاعضاء في الوكالة التابعة للامم المتحدة الانقسامات العميقة بين الدول العربية واسرائيل قبل محادثات نادرة تجرى في وقت لاحق هذا العام بشأن جهود تخليص العالم من الاسلحة الذرية. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها ترسانة نووية وهي موضع انتقادات عربية وايرانية متواترة. لكن اسرائيل والولاياتالمتحدة تعتبران ايران- وسوريا بدرجة أقل- الخطر الاساسي في الشرق الاوسط فيما يتعلق بالانتشار النووي وتتهمان ايران بالسعي سرا لاكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية. وتخلت الدول العربية عن خطط تستهدف اسرائيل بشأن الاسلحة النووية التي يفترض أنها تحوزها في اجتماع أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع ووصفت ذلك بأنه بادرة حسن نية قبل المباحثات التي ستجري يومي 21 و22 نوفمير تشرين الثاني. لكن التصريحات السورية والاسرائيلية هذا الاسبوع سلطت الضوء على عمق انعدام الثقة قبل الاجتماع الذي يستضيفه يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة تجربة مناطق أخرى في العالم حظرت الاسلحة النووية. والعلاقات بين الدولتين مشحونة خصوصا في المجال النووي. وقصفت اسرائيل موقعا في الصحراء السورية في عام 2007 قالت المخابرات الامريكية انه كان مفاعلا نوويا تحت الانشاء يستهدف انتاج البلوتونيوم لصنع أسلحة نووية. وتنفي سوريا هذا. وقال بسام الصباغ السفير السوري أمام المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية "في الشرق الاوسط وضع فريد.. اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لديها ترسانة عسكرية ونووية خارج نطاق أي رقابة دولية." ومضى يقول انه حتى تنجح محادثات نوفمبر "يجب أن يكون كل المشاركين أطرافا في معاهدة منع الانتشار النووي ويجب أن يركز جدول أعمال مثل هذا الاجتماع على انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط." ومن المتوقع أن تشارك دول عربية واسرائيل ودول أخرى في المحادثات التي تعد وسيلة لاطلاق حوار والمساعدة في ايجاد قدر من الثقة مطلوب بشدة. وهاجم رئيس لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية شاؤول شوريف سوريا في كلمته في المؤتمر يوم الثلاثاء لاستمرار رفضها السماح لمفتشي الاممالمتحدة النوويين بزيارة كل مواقعها الذرية. وقال شوريف ذاكرا اسم ايران أيضا "النظم التي تقمع مواطنيها بوحشية... لا تتردد عندما يتعلق الامر بعدم الامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. "المجتمع الدولي فشل في توصيل رسالة حاسمة الى هؤلاء الحكام. ما زالوا يعتبرون عدم الامتثال خطرا محدودا. المجتمع الدولي يجب أن يثبت لهم أنهم مخطئون. لا بد من معاقبة المنتهكين." ولم تؤكد اسرائيل أو تنف قط امتلاكها أسلحة نووية في اطار سياسة من الغموض لردع الخصوم وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لا تزال خارج معاهدة حظر الانتشار النووي. وتقول الدول العربية تساندها ايران ان موقف اسرائيل يهدد السلام والاستقرار في المنطقة وتطالب باخضاع كل المنشات النووية الاسرائيلية لمراقبة وكالة الطاقة الذرية. وتقول اسرائيل انها لن تنضم للمعاهدة الا بعد أن يكون هناك سلام شامل في الشرق الاوسط. ومن شأن توقيع المعاهدة ان يلزمها بنبذ السلاح النووي. ووافق مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة في يونيو حزيران الماضي في خطوة قادتها الولاياتالمتحدة على احالة سوريا الى مجلس الامن لرفضها السماح لمفتشي الوكالة بزيارة موقع دير الزور. وعارضت روسيا والصين الخطوة الامر الذي كشف عن انقسامات بين القوى الكبرى. ووافقت سوريا بعد ذلك على التعاون في موضوع دير الزور وقال الصباغ انه تحدد موعد لاجتماع مع الوكالة الدولية في أكتوبر تشرين الاول. وأبدى ديلوماسيون غربيون حذرا بشأن مبادرات مماثلة سابقة من دمشق. وقال الصباغ ان هجوم اسرائيل على دير الزور انتهاك للقانون الدولي وان المبنى الذي هوجم لا علاقة له بالمرة بأي أنشطة نووية ودمر تماما في الغارة. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في معرض تقييمها للموقع في تقرير صدر أخيرا بخصوص الضمانات النووية فيما يتعلق بسوريا ان "من المرجح للغاية" أنه كان مفاعلا نوويا تحت الانشاء قبل تدميره تماما.