اعلنت اسلام اباد الخميس ان ثلاثة جنود باكستانيين قتلوا واصيب جندي هندي في تبادل للنيران بين الجيشين بمحاذاة حدودهما المضطربة في كشمير المقسومة بين الجانبين. ويتهم كل جانب الجانب الاخر ببدء اطلاق النار في اول حادث يوقع قتلى عبر ما يعرف بخط المراقبة وهو بمثابة حدود فعلية في المنطقة الواقعة بين جبال الهمالايا منذ اكثر من ثلاثة اشهر. ويأتي الحادث في وقت تجري فيه خطوات دبلوماسية حذرة لاحلال السلام بين الهند وباكستان اللتين خاضتا حربين بين حروبهما الثلاثة حول منطقة كشمير ذات الاغلبية المسلمة والمقسمة بين ما يعرف بولاية جامو وكشمير الهندية واقليم ازاد كشمير الباكستاني، والتي يطالب كل من البلدين بالسيطرة عليها بالكامل. ويحدث تبادل لاطلاق النار بشكل متفرق عبر خط المراقبة وعادة ما يلقي كل جانب على الاخر بالمسؤولية في بدء اطلاق النار. فمن جانبه قال المتحدث بلسان الجيش الباكستاني الميجور جنرال اطهر عباس لفرانس برس ان الجنود الباكستانيين كانوا يتنقلون بين موقعين حينما تاهوا في ظل احوال جوية سيئة في وادي نهر نيلام قبل ان يبدأ اطلاق النار. وقال عباس "جرى تبادل للنيران بين الجانبين، وقد بدأه الجانب الهندي الذي بادر باطلاق النار دون استفزاز خارقا الهدنة. وبعد عمليات بحث استمرت 24 ساعة تم العثور على جثث الجنود". ومن جانبه قال المتحدث باسم الجيش الهندي جيه اس برار ان الجانب الباكستاني هو الذي اطلق النار اولا. وقال برار لفرانس برس من القسم الهندي من كشمير "انتهكت القوات الباكستانية الهدنة في قطاع كيران (الشمالي) ما اسفر عن اصابة احد جنودنا". وتابع برار ان الطلقات الاولى سمعت في وقت متأخر الاربعاء قائلا ان القوات الباكستانية "لجأت مرة اخرى الى اطلاق النار غير المبرر" في وقت مبكر صباح الخميس. واضاف المتحدث الهندي "قمنا بالرد على اطلاق النار". وفي البداية قال برار ان اطلاق النار توقف غير انه عاد فقال ان بعض الطلقات ما تزال مستمرة. وتابع "يستخدم الجانب الاخر نيرانا كثيفة بينها قذائف مدفعية وهاون دون ان نلجأ نحن لذلك"، واصفا ما جرى بأنه الانتهاك الرابع لاتفاق الهدنة بمحاذاة الحدود هذا العام. وقال المتحدث انه تم نقل الجندي المصاب الى مستشفى بقاعدة للجيش الهندي في سرينغار العاصمة الصيفية لجامو وكشمير، مضيفا انه لا يعرف حجم الخسائر في صفوف الجانب الباكستاني. ومن جانبه قال المتحدث الباكستاني انه تم طلب عقد اجتماع مع القادة المحليين الهنود وانه يجري التحقيق في اطلاق النار القاتل. يذكر ان نزاع كشمير كان وراء حربين بين ثلاثة حروب خاضها البلدان منذ استقلالهما عن الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947. وفي ايار/مايو صرح الجيش الهندي ان احد جنوده قتل حينما اطلق قناصة باكستانيون النار عبر الحدود ما ادى لاطلاق نار وضع نهاية لاكثر من عام من الهدوء. وكانت الهند وباكستان قد اتفقا على هدنة بمحاذاة خط المراقبة في 2003 واطلقا بعد عام من ذلك محادثات بهدف الوصول الى سلام في المنطقة. غير ان الهند اوقفت عملية السلام بعد هجمات بومباي عام 2008 التي اسفرت عن مقتل 166 شخصا وحملت نيودلهي متشددين يتمركزون في باكستان المسؤولية عنها. وتنفي باكستان بشدة الاتهامات الهندية بدعمها للمتمردين الاسلاميين في كشمير. وجاء اطلاق النار الاخير بعد لقاء جمع وزير الخارجية الهندي اس ام كريشنا ونظيرته الباكستانية هينا رباني خار في نيودلهي الشهر الماضي وتعهد الجانبان بمكافحة التشدد وتعزيز التجارة والابقاء على عملية السلام. يذكر ان حركة تمرد اسلامية ضد الحكم الهندي في جامو وكشمير اسفرت بحسب ارقام رسمية عن مقتل قرابة 47 الف شخص منذ عام 1989. وتزداد التوترات في المناطق الحدودية خلال الصيف حيث تذوب الثلوج ما يفتح الممرات الجبلية في منطقة الهمالايا ويتيح الفرصة للمتمردين بالتسلل الى الجانب الهندي.