استأنفت حركتا فتح وحماس الاحد في القاهرة محادثاتهما من اجل تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقعتاه في العاصمة المصرية في ايار/مايو الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. واوضحت الوكالة ان المحادثات بدأت بين وفدي الحركتين اللذين يترأسهما عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الاحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق. واضافت الوكالة ان اجتماعا تشاوريا بين الوفدين عقد مساء السبت بحضور مسؤولين في المخابرات العامة المصرية مكلفين بهذا الملف. ووصف رئيس وفد حركة فتح لحوار القاهرة وعضو لجنتها المركزية عزام الاحمد جلسة المباحثات التي جمعت حركتي فتح وحماس في القاهرة برعاية مصرية، بأنها "مهمة وإيجابية، وبخاصة أنها حققت نتائج واضحة ويمكن البناء عليها". وقال الأحمد لوكالة فرانس برس في اتصال من القاهره"انجزنا بشكل تام البند الرابع من الاتفاق والمتعلق بالمصالحة المجتمعية والاهلية". وأضاف ان "اجتماع اليوم اكد على التمسك باتفاق المصالحة وكان ناجحا جدا واعاد الحيوية للاتفاق والعمل على تذليل العقبات التي تقف أمام تنفيذه". واوضح انه "اتفق على انهاء ملف المعتقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة المفلات الاخرى بالتوازي والتتالي" مضيفا ان "الطرفين عبرا عن ارتياحهما عما تم إنجازه حتى الآن في هذا الموضوع، ورغم ذلك سنتابع العمل لإغلاق هذا الملف نهائيا واتفقنا على ضرورة إغلاق هذا الملف نهائيا قبل عيد الفطر". وأضاف الأحمد "بحثنا قضية جوازات السفر، وحركة المواطنين ومنعهم من السفر للخارج وعودة من خرج قسرا خارج الوطن بسبب الانقسام والوضع في غزة، ونحن شددنا على أن عودتهم حق لهم". واكد ان "ما أنجز اليوم يعد خطوات مهمة لبناء الثقة وتعزيز الاتفاق" كاشفا انه "سيتم عقد لقاء اخر مطلع الشهر القادم لمتابعة القضايا المتبقية كالحكومة وتشكيل لجنة الانتخابات". وقال" لقد استعرضنا كل بنود الاتفاق، وهو من خمسة محاور: الحكومة، والمصالحة المجتمعية، والانتخابات، والأمن، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبعض هذه القضايا مرتبطة مع بعضها البعض مثل قضية الحكومة والأمن ومنظمة التحرير، وكذلك المجلس التشريعي، وتم الاتفاق على مناقشتها بشكل مستفيض في الاجتماع المقبل، وانتقلنا إلى بند المصالحة الأهلية وهو ما أنجزناه اليوم". واوضح "اتفقنا ان نبدأ على الفور بالترتيب لعقد اجتماع سريع متزامن في غزة ورام الله يضم كافة الفصائل الموقعة على هذا الاتفاق، لتنفيذ ما اتفقنا عليه بشأن البند الرابع، مع التزامنا بما ورد باتفاق المصالحة حرفيا". وعقب انتهاء الاجتماع قال الناطق باسم حماس سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس في غزة انه "تم الاتفاق في جلسة الحوار اليوم قي القاهرة على الافراج عن جميع المعتقلين السياسين في كل من الضفة و وغزة الا من يتعذر الافراج عنه مع ابداء الاسباب وتشكيل لجنة لمتابعة ذلك". واضاف انه تم ايضا "حل مشكلة جوازات السفر لسكان غزة والتاكيد على حق كل فلسطيني في السفر وان يعود حيث يسكن" مشيرا ايضا الى الاتفاق على حل ملفي الاعتقالات السياسية و جوازات السفر قبل نهاية شهر رمضان الجاري. وتابع "تم الاتفاق ايضا على تشكيل لجنة لمتابعة ضمان فتح المؤسسات المغلقة في كل من الضفة وغزة". واعتبر ابو زهري هذا الاتفاق بانه "مهم لانه يمثل رسالة طمأنة للشعب الفلسطيني ويعكس مدى جدية كلا الطرفين في تنفيذ اتفاق المصالحة وانه لا تراجع من كلا الطرفين". ولفت الى ان الحركتين اتفقتا على الاجتماع ثانية في مطلع ايلول/سبتمبر المقبل. ومن جانبه كرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعوته لحكومة مستقلين، في اعقاب محادثات في عمان مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. ونقلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن عباس قوله "الموضوع متوقف عند تشكيل الحكومة، وقلنا أكثر من مرة أن الحكومة الفلسطينية التي نريد أن نشكلها ليست حكومة وحدة وطنية وليست حكومة مشاركة وأنما هي حكومة مستقلين وحكومة انتقالية". وكانت حماس حملت فتح بداية تموز/يوليو الماضي مسؤولية تاخير المصالحة الفلسطينية معتبرة ان تمسك الرئيس الفلسطيني بترشيح فياض لرئاسة الحكومة المقبلة يناقض اتفاق المصالحة. وينص اتفاق المصالحة، اضافة الى تسوية ملف المعتقلين، على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة وتكلف الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام.