اعلنت الاممالمتحدة ان النزاع في افغانستان يودي بحياة مزيد من المدنيين الذين سقط حوالى 1500 منهم في النصف الاول من هذا العام في دوامة عنف تواصلت اليوم باعتداء في قندهار وضحايا مدنيين لقصف الحلف الاطلسي شرقا. وتؤكد هذه التطورات تدهور الوضع الامني بينما تستعد واشنطن وحلف شمال الاطلسي التي تقدم العون لحكومة كابول لسحب القوات القتالية تدريجيا. ويفترض ان تكون كل هذه القوات غادرت البلاد بنهاية 2014. وقالت بعثة الاممالمتحدة في افغانستان الخميس ان عدد الضحايا المدنيين في الحرب الافغانية سجل ارتفاعا بنسبة 15% في النصف الاول من العام 2011، ما يمكن ان يجعل هذه السنة الاكثر دموية خلال عقد. ويأتي الارتفاع الكبير في عدد الضحايا المدنيين بعدما ارسلت الولاياتالمتحدة الاف العناصر كتعزيزات الى افغانستان معتبرة ان مستويات العنف في معارك العام 2011 ستكون مؤشرا على مدى نجاح سياسة التعزيزات هذه. والتقرير نصف السنوي الذي نشرته بعثة الاممالمتحدة في افغانستان اشار الى ان النزاع ادى الى مقتل اكثر من 1400 مدني خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2011، اي بارتفاع 15% عن الفترة نفسها من العام 2010. وبحسب الاممالمتحدة، فان 80% من الضحايا المدنيين سقطوا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2011 في هجمات المتمردين، فيما قتل 14% في عمليات نسبت الى القوات الافغانية او الدولية. ولم تنسب مسؤولية مقتل ال6% الباقين الى اي جهة. وقالت البعثة "مع تكثيف النزاع في مناطق القتال التقليدية في الجنوب وجنوب شرق البلاد وانتقالها الى اقاليم في الغرب والشمال، عاش المدنيون دوامة انعدام الامن". واضافت انها احصت سقوط "1462 قتيلا مدنيا في الاشهر الستة الاولى من العام 2011، اي بارتفاع 15% مقارنة مع الفترة نفسها في 2010". وبحسب الاممالمتحدة، فان السنة الاكثر دموية في النزاع الافغاني الذي بدأ حين اجتاحت قوات دولية بقيادة اميركية في العام 2001 البلاد للاطاحة بنظام طالبان، كانت 2010 عندما بلغ عدد القتلى المدنيين 2777 شخصا. وفي النصف الاول من العام 2010، سجلت الاممالمتحدة مقتل 1271 شخصا. وعزت الاممالمتحدة ارتفاع عدد القتلى الى تكثيف وتيرة العنف بما يشمل زيادة استخدام القنابل اليدوية الصنع والهجمات الانتحارية وعمليات القتل المحددة الاهداف بالاضافة الى القتال الميداني وارتفاع عدد الضحايا جراء غارات حلف شمال الاطلسي. وارتفع معدل القتلى المدنيين جراء القنابل اليدوية الصنع بنسبة 17% مقارنة مع الفترة نفسها في 2010 ما يجعل من هذه القنابل السبب الابرز لسقوط ضحايا من غير المقاتلين في النصف الاول من العام 2011. وقالت الاممالمتحدة ان عدد عمليات اغتيال عناصر امن وحكومة افغان في انحاء البلاد واصل ارتفاعه هذه السنة مع سقوط 190 قتيلا مقارنة مع 181 في الفترة نفسها في 2010. وتعتبر حركة طالبان مسؤولة عن سقوط معظم القتلى المدنيين فيما ارتفعت حصيلة الضحايا التي يتسبب بها المتمردون 28% مقارنة مع السنة الماضية. وتراجع معدل الضحايا الذين ينسب سقوطهم الى حلف شمال الاطلسي تسعة بالمئة ومعظمهم في غارات تشنها مروحيات الاباتشي. والغارات الليلية المثيرة للجدل التي تشنها القوات الاميركية ضد قادة متمردين تسببت ب2% من القتلى المدنيين، اي بتراجع طفيف مقارنة مع النصف الاول من 2010. واضاف تقرير الاممالمتحدة "لكن الاستياء حيال هذه الغارات ازداد في صفوف الشعب الافغاني". وتابع "ان تظاهرات عنيفة تلت في بعض الاحيان الغارات الليلية وادت الى سقوط قتلى واصابات من المدنيين". وياتي نشر هذه الارقام بعد يومين على اغتيال احمد والي كرزاي، الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني حميد كرزاي في منزله في مدينة قندهار جنوب البلاد. وفي خوست، قتل ستة مدنيين افغان في وقت مبكر الخميس خلال عملية لقوة الحلف الاطلسي، كما اعلن الناطق باسم السلطات المحلية لوكالة فرانس برس. ونظمت تظاهرة بعدما تم نقل جثث القتلى في انحاء مدينة خوست. من جهتها اعلنت ايساف في بيان انها قتلت ستة متمردين خلال عملية في تلك المنطقة بينهم امرأة فتحت النار عليهم لكنها لم تشر الى سقوط ضحايا مدنيين. وقال المتحدث باسم سلطة ولاية خوست مبارز زدار ان "استاذا وطالبا وفتاة في ال11 من العمر وثلاثة اشخاص اخرين قتلوا في العملية، كانوا مدنيين، اشخاص ابرياء". واضاف ان "قوات التحالف اعطيت معلومات خاطئة واستنادا اليها شنوا عملية". وقال مجلس الولاية انه ينفذ اضرابا احتجاجا على ذلك. واضاف "لن نعمل الى حين اجراء تحقيق معمق في الحادث من جهة اخرى، اعلنت الرئاسة الفرنسية مقتل جندي فرنسي الخميس خلال "اشتباك" في افغانستان لدى مشاركته مع عناصر من الشرطة الافغانية في عملية تفتيش في وادي الاساي بولاية كابيسا (شمال شرق كابول). وقد قتل هذا الجندي يوم العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو وغداة اعتداء انتحاري اسفر عن مقتل خمسة جنود فرنسيين ومدني افغاني في ولاية كابيسا نفسها. وهو الجندي الفرنسي السبعون الذي يقتل منذ 2001 في هذا البلد. وقد قتل خمسة جنود فرنسيين واصيب اربعة في اعتداء انتحاري الاربعاء خلال اجتماع كان يشارك فيه وجهاء في وادي تاغاب بولاية كابيسا. ويأتي هذا الاعلان فيما عقد نيكولا ساركوزي الخميس، بعد العرض العسكري التقليدي في 14 تموز/يوليو، "مجلسا دفاعيا" لمعالجة موضوع سلامة الجنود الفرنسيين في افغانستان.