قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ان بلاده ستسحب 500 جندي بريطاني اضافيين من افغانستان بحلول نهاية 2012 ما يخفض عدد قواتها في افغانستان الى تسعة الاف جندي. وجاء اعلان كاميرون عن خفض محدود ثان لثاني اضخم قوات اجنبية في افغانستان بعد اسبوعين من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما خفض قوات اميركية تمهيدا لتسلم الحكومة الافغانية المهام الامنية بحلول 2015. وقال كاميرون ان بلاده اضطلعت "بقسم كبير من العبء" في افغانستان حيث فقد 375 جنديا بريطانيا حياتهم منذ بداية الغزو الذي تزعمته الولاياتالمتحدة للبلاد في اعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر قبل عشر سنوات. وقال كاميرون "اعلن الرئيس اوباما الشهر الماضي ان الولاياتالمتحدة ستسحب عشرة الاف جندي من قواتها بنهاية العام وستستكمل سحب قواتها الاضافية وعددها 33 الف جندي بنهاية صيف العام المقبل". واضاف "في الوقت الذي عززت الولاياتالمتحدة تواجدها بقوات الاضافية، اضافت بريطانيا 500 جندي لقواتها". وتابع "من جانبنا فقد صرحنا باننا سنسحب 426 من الموظفين العسكريين البريطانيين بحلول شباط/فبراير 2012 واليوم اعلن ان بريطانيا ستتمكن من خفض مستوى قواتها بخمسمائة جندي اضافيين من 9500 الى 9000 بنهاية 2012". يذكر ان اغلب القوات البريطانية المتواجدة في افغانستان وعددها 9500 تتواجد في اقليم هلمند الجنوبي المضطرب حيث تقاتل متشددي طالبان المعارضين لحكومة الرئيس حميد كرزاي. وقال كاميرون ان خفض القوات يعكس التقدم الذي احرزه الجيش والشرطة الافغانيان الناشئان. واضاف "بعد ان اضطلعنا بقسم كبير من العبء وبعد ان ادينا مهامنا بشكل ممتاز طيلة عقد، حري بالبلاد ان تعرف بان ثمة نهاية لالتزامنا الراهن ولعملياتنا القتالية". واردف "هذا القرار ليس في صالح بريطانيا فقط بل في صالح افغانستان ايضا، فقد اعطى الافغان مهلة واضحة يخططون وفقها ويدفعون بجهودهم حثيثا". وقال كاميرون ان القوات غير القتالية ستبقى في افغانستان لاغراض جلها للتدريب فيما بعد عام 2014. وكان كاميرون قد اعلن خلال زيارة يومين هذا الاسبوع لافغانستان تأسيس اكاديمية عسكرية لتدريب الضباط الافغان على غرار اكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة. وقال ان التقدم الحاصل في افغانستان "يسير على النحو الصحيح" ووجه نداء لطالبان بالقاء اسلحتها والانضمام الى العملية السياسية مشيرا الى نموذج ايرلندا الشمالية حيث يتقاسم السلطة الان اعداء الامس. غير ان وفاة جندي بريطاني خيمت على زيارة كاميرون حيث اختفى الجندي في وقت سابق من قاعدته في هلمند حيث تتمركز اغلب القوات البريطانية. وقوضت الوفاة الغامضة للجندي سكوت ماكلارين البالغ الحادية والعشرين من عمره قول كاميرن بان الامن قد تحسن في البلاد ما يكفي لسحب قوات بريطانية قريبا. وكان ماكلارين الجندي ال375 بين القوات البريطانية الذي قضى منذ بدء الغزو الاميركي لافغانستان في تشرين الاول/اكتوبر 2001 والذي جاء بعض رفض نظام طالبان الحاكم انذاك تسليم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وقتل بن لادن في غارة اميركية في باكستان في ايار/مايو الماضي. ويأتي اعلان كاميرون بعد تأكيد وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء مقتل اربعة مدنيين افغان وجرح اثنين اخرين خلال هجوم استهدف بطائرة بريطانية بدون طيار احد قادة طالبان قبل ثلاثة اشهر. واعربت وزارة الدفاع البريطانية عن "عميق اسفها" لمقتل المدنيين.