تونس (رويترز) - افتتحت مساء الثلاثاء بضاحية قمرت التونسية اول دورة لمهرجان قرطاج الدولي بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي بعرض فني مزج بين الشعر والموسيقى واحتفى بقيم الحرية والكرامة وارادة انسان تحرر من حكم استبدادي. حاول حفل افتتاح مهرجان قرطاج في نسخته الجديدة التخلص من طابع التسييس الذي كان يفرض عليه كل عام من خلال فنانين موالين للنظام لكنه جاء بنكهة سياسية بامتياز حين امتزجت اشعار الحرية والانعتاق بأغان للوطن في حفل للفنان التونسي رضا الشمك بعنوان "ارادة الحياة". ولم يقم مهرجان قرطاج وهو أحد اعرق المهرجانات العربية بالمسرح الاثري لقرطاج هذا العام بسبب مخاوف أمنية على ما يبدو. عرض "ارادة الحياة" الذي اقيم بفضاء الاكوريوم الثقافي شارك فيه عدد من الاصوات الموسيقية من تونس منها أسماء بن احمد ونوال بن صالح ووليد المزوغي وروضة بن عبد الله ولبنى نعمان. وتضمن العرض جملة من القراءات الشعرية المتناغمة مع السياق العام للمهرجان في دورته الاولى بعد الثورة اذ سجلت قصائد محمود درويش حضورها منها " تكبر" و "الزنبقات السود" و"يطير الحمام" وقصيدة "الديك" لنزار قباني ثم قصيدة شاعر تونس ابو القاسم الشابي الشهيرة "ارادة الحياة". كما شدا الفنانون عددا من الاغاني حول الحرية وحب الوطن ومن بينها أغنية"حرية" و"احلم" كلمات والحان رضا الشمك. وبالتوازي مع عرض ارادة الحياة احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة عرضا للاوركسترا السيمفوني بادارة الاستاذ حافظ مقني فيما اقيمت سهرة الثورة بحصن حلق الوادي "الكراكة" قدمتها عشر فرق شبابية من شبان الثورة التونسية وتضمنت اغاني ممنوعة مثل أعمال مغني موسيقى الراب " الجنرال" الذي تم ايقافه قبل الثورة بسبب مواقفه ضد بن علي. وتستمر الدورةالحالية حتى 16 من الشهر المقبل. وأثار حفل افتتاح مهرجان قرطاج جدلا كبيرا حين كلف وزير الثقافة الفنان لطفي بوشناق بافتتاح الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي قبل ان يتراجع ويستعيض عنه بحفل فني تحييه مجموعة من فناني الراب الذين كان لهم دور كبير في تأجيج الثورة التونسية بحلق الوادي واخر في المسرح البلدي وثالث في اكوريوم قرطاج. واستجابت وزارة الثقافة بعدم منح لطفي بوشناق شرف افتتاح المهرجان بعد ان وصفوه بأنه كان مواليا للنظام السابق وسبق له أن ناشد الرئيس المخلوع بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية. وقال عز الدين باش شاوش وزير الثقافة المؤقت في الحكومة الانتقالية في تونس "ان اغلب الفعاليات المبرمجة خلال المهرجان تعكس روح الثورة" التي اطاحت بنظام الرئيس بن علي في 14 كانون الثاني يناير الماضي وفر اثرها الى السعودية. وأضاف "التزمنا عمليا بثورتنا من خلال برمجة عروض لفنانين تم اقصاؤهم في السابق وظلوا لسنوات مهمشين." ويتضمن برنامج هذا العام عروضا غنائية للفنانة امال المثلوثي وفرقتي البحث الموسيقي بقابس وأولاد المناجم (جنوب) وللثنائي الملتزم امال الحمروني وخميس البحري ومنير الطرودي وسعاد ماسي وعازفي العود الاخوين المرايحي. تتميز الدورة الجديدة للمهرجان بأمسيات شعرية عربية "تحية لربيع الثورة العربية" يحييها شعراء من تونس وليبيا وسوريا واليمن بينما سيغيب اغلب نجوم الفن في العالم العربي بسبب سياسة المهرجان الجديدة التي ترتكز على منح الفرص للمبدعين الشبان والضغط على ميزانية المهرجان التي تراجعت من أربعة ملايين دولار العام الماضي الى أقل من 1.5 مليون دولار.