في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في وقتٍ سابق من أكتوبر الجاري، تتصاعد أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل للمطالبة بالعودة إلى الحرب بزعم القضاء على حركة حماس. وهناك قلقًا داخل الإدارة الأمريكية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلغي الاتفاق، حيث إن الاستراتيجية الحالية هي محاولة جيه دي فانس نائب ترامب وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر منع نتنياهو من استئناف الحرب، وفق ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤولين في إدارة ترامب. ما يثير التساؤلات حول: هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟ في هذا الشأن تقول الدكتورة رانيا فوزي، خبيرة في الشؤون الإسرائيلية وتحليل الخطاب الصهيوني، إن الضامن لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ أن الأمر مشروط بمواصلة دعم ترامب للاتفاق، مؤكدة "إذا تخلى عن دعمه سوف تواصل إسرائيل القتال". وتضيف فوزي خلال حديثها ل"مصراوي"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيظل يعرقل تنفيذ بنود الاتفاق حتى منتصف العام المقبل خشية سقوطه، لأن الائتلاف الحكومي طالب، بعد حادث رفح الأمني، نتنياهو باستئناف القتال في غزة للقضاء على حركة حماس. وتعتقد أن الاتفاق سوف يصمد بنسبة كبيرة، معقبة "ولكن سوف يطول مدته" نظرًا لعدم وضوح استمرار أو سقوط حكومة نتنياهو، إذ ترشح الأخيرة لرئاسة الوزراء في انتخابات 2026، فضلًا عن ما يحدث في الداخل الأمريكي من مظاهرات ضد دونالد ترامب. وتتابع فوزي، أنه في حالة اتمام مراحل الاتفاق المقبلة سوف تسقط حكومة نتنياهو لأن الأحزاب المتطرفة بزعامة وزير المالية بتسئيل سموتريتش والأمن إيتمار بن غفير، ترغب في استئناف القتال على خلفية حوادث فردية كذريعة. ووقع الحادث الأمني في رفح جنوبي القطاع بين "متمردين" تابعين لميليشيا ياسر أبو شباب المتعاونة مع الاحتلال، التي اعتبرتها رانيا فوزي خبيرة الشؤون الإسرائيلية أنها الأداة الجديدة التي يستخدمها جهاز الأمن الداخلي الشاباك للقضاء على حركة حماس. ولفتت إلى أنه جراء ذلك اشتبك عناصر المقاومة مع جنود من الاحتلال، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليين وإصابة ثلاثة آخرين، ما دفع إسرائيل لاتهام حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وشن نحو 20 غارة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لكن في المقابل فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن حماس لم تخترق الاتفاق. وفي السياق ذاته نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب يعتقد حاليا أن قادة حماس مستعدون لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم على الجنود نفذته عناصر غير ملتزمة بتعليمات حركة حماس. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن ويتكوف وجاريد كوشنر يقران بأن الوضع حساس للغاية وإن اتفاق غزة معرض لخطر الانهيار.