كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم "ضمانات شخصية" باستحالة استئناف القتال في قطاع غزة من جانب إسرائيل، وأنه أمر بتشكيل قوة دولية لمراقبة الاتفاق. وبحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان كبيران في إفادة للصحفيين، فإن هذه الضمانات لن تسمح لإسرائيل بالتخلي عن الاتفاق واستئناف القتال من جانب واحد. ووصف مسؤول أمريكي رفيع هذه الخطوة بأنها نقطة تحول في المفاوضات، إذ مهدت الطريق للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة الدائرة منذ عامين كاملين. وأكدت القناة الإسرائيلية، أن الضمانات الشخصية من الرئيس الأمريكي كانت عاملًا أساسيًا في إقناع حركة حماس بالموافقة على الاتفاق، إذ انتهكت إسرائيل بشكل أحادي وقف إطلاق النار السابق في شهر مارس الماضي. وقال مسؤول أمريكي كبير: "كانت هناك حالة من انعدام الثقة العميقة بين الطرفين (إسرائيل وحماس)، وكان الرئيس ترامب يريد أن يوضح أن هذا الاتفاق مهم للغاية بالنسبة له، وأنه يريد أن يتم، وأنه يريد إنهاء القتل والتأكد من أن الجميع يفهمون أنه سوف يفرض السلوك المناسب". وكشف مصدران، أن ترامب شارك شخصيًا في المفاوضات، وأجرى ما لا يقل عن 3 محادثات مع كبار ممثلي كل من الوسطاء في مصر وقطر لنقل ضماناته بشكل مباشر. وأوضح مسؤولان أمريكيان، أن بعض ضمانات الرئيس ترامب شملت تشكيل قوة مهام عسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار ومعالجة أي انتهاكات تحدث. وناقش المبعوثات الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر هذه الفكرة مع قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، خلال زيارتهما مصر الأسبوع الماضي. وأشاروا إلى أن 200 جندي وضابط أمريكي سيشاركون في قوة مهام دولية لمراقبة وقف إطلاق النار، على الرغم من أنهم لن يتواجدوا على الأرض في غزة. وسينضم إليهم ضباط من 3 دول عربية وإسلامية. ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف وكوشنر، اليوم الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي لمناقشة آلية الرقابة والخطط لإنشاء "قوة الاستقرار الدولية" التي سيتم نشرها في غزة بموجب الاتفاق. ووفقًا لخطة ترامب، سيدخل جنود من دول عربية وإسلامية المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل. ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية عدة أشهر. وصرح مسؤولون أمريكيون بأنه بعد نشر قوة الأمن الداخلي، "سننتقل إلى مرحلة تفكيك المنشآت العسكرية والأسلحة الثقيلة في غزة". وسيشرف مبعوثو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ انسحاب الجيش الإسرائيلي وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: "إنهم يريدون التأكد من وفاء الجميع بالتزاماتهم وعدم وجود أي سوء فهم". ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق. وبموجب هذه الموافقة، أصبح على الجيش الإسرائيلي سحب قواته إلى الخط المتفق عليه داخل قطاع غزة خلال 24 ساعة. وفي غضون 72 ساعة، يتعين على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى. ومن المتوقع أن تكتمل هذه العملية بحلول يوم الاثنين المقبل. ولعبت مصر دورًا بارًا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني، إذ استضافت مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة وفد قطري وآخر أمريكي، تلك التي نتج عنها إعلان الموافقة على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.