مع كل صباح، تتحول رحلة طلاب عزبة "أبو داود" بمركز السادات إلى مغامرة محفوفة بالرعب. هذا ما كشفه أهالي هؤلاء الطلاب الذين أطلقوا استغاثاتهم للمسؤولين، محذرين من أثر فيضان فرع رشيد على أراضيهم وبيوتهم، والطريق الوحيد المؤدي إلى المدارس والمستشفى، والذي يحوّل القوارب الصغيرة إلى وسيلة وحيدة خطرة لعبور المياه نحو فصول أبنائهم الدراسية. كابوس سنوي يهدد أطفالنا في حديثهم لمصراوي، أكد الأهالي أن هذه المأساة تتكرر كل عام مع ارتفاع منسوب مياه النيل، وتتضاعف المخاطر في ظل غياب الرقابة ووسائل الأمان على القوارب التي يستعملها أبناؤهم يوميًا. تتركز مطالب الأهالي في توفير معديات آمنة أو إنشاء مدرسة داخل العزبة، مشيرين إلى أن محاولة تعلية الجسر التي وجه بها المحافظ عام 2022 لم تكن حلًا جذريًا للمشكلة. خسائر بالفدان.. والفيضان مستمر لا تقتصر الأزمة على الخطر الذي يواجه الطلاب، بل تمتد لتلحق أضرارًا بالغة بالثروة الزراعية. في هذا السياق، صرح المهندس ناصر أبو طالب وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، لمصراوي، بأن المياه أغرقت 70 فدانًا في مركز السادات و62 فدانًا أخرى بمركز منوف، مضيفًا أن مساحة الغرق تتزايد وأعمال الحصر ما زالت جارية لتقديم تقارير شاملة للجهات المعنية. المحافظة ترد: بدأنا العمل.. والعزبة في الخطة وفي رد رسمي على الشكاوى، كشف مصدر مسؤول بمحافظة المنوفية لمصراوي، أن وحدة التدخل السريع بالمحافظة نفذت بالفعل أعمال تعلية لطرق وجسور في مناطق مشابهة، مثل الجسر الرابط بين قريتي الطرانة وصنصفط، باستخدام معدات المحافظة. وأكد أن الجهود ستتواصل في العزب الأخرى التي فصلتها المياه، وأن "أبو داود" مدرجة ضمن الخطة. ولكن، ورغم هذه الوعود، يبقى السؤال الذي يطرحه مئات الأسر المحاصرة بالمياه قائمًا: متى تنتهي أزمة تنقل الأهالي بالقوارب، ويتم إنقاذ مستقبل أطفالهم من شبح الغرق في مياه النيل؟