في مشهد يشبه أفلام الدراما السوداء، حاولت "أسماء" ابنة محافظة الإسماعيلية البالغة من العمر 28 عامًا الهروب من منزل والدها بعد خلافات حادة حول "جهاز العروس"، لم تكن وسيلتها سيارة مسرعة أو قطارًا يغادر المحطة، بل كانت عدة إيشاربات ربطتها ببعضها البعض لتتسلق بها من الطابق الثامن، في محاولة يائسة للوصول إلى بر الأمان، لكن القدر كان له رأي آخر، وتحولت زغاريد الفرح المرتقبة إلى صرخات حزن وانهيار. فى الأيام الأخيرة، كانت "أسماء" على وشك الانتقال إلى حياة جديدة، ومثل معظم البنات، خاضت الفتاة معركة صامتة مع ضغوط ما قبل الزواج، حيث تتداخل الأحلام الوردية مع التوقعات المادية والاجتماعية التي لا تنتهي، وبدأت المشكلات تتفاقم بسبب متطلبات جهاز العروس، ووصلت الأمور إلى ذروتها عندما قرر الأب منعها من مغادرة المنزل، وهو ما ضاعف من حالتها النفسية السيئة وزاد من شعورها بالضيق والاختناق. وأمام هذه الضغوط النفسية، اتخذت "أسماء" قرارًا يائسًا بالهروب من المنزل واللجوء إلى منزل عمتها، وجهزت حقيبة يدها، وربطت عددًا من الإيشاربات معًا لتستخدمها كوسيلة للنزول من الطابق الثامن، وكانت خطتها أن تصل إلى سطح منزل مجاور يقل ارتفاعه عنها بدورين، وفي تلك اللحظة الحرجة، وبينما كانت تحاول النزول، فقدت "أسماء" توازنها وسقطت مباشرة في الشارع، لم تنجح محاولتها في الوصول إلى السطح المجاور، بل هوت من ارتفاع شاهق لتصطدم بالأرض وتفارق الحياة على الفور. بعد وقوع الحادث، انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحادث وأجرت معاينة دقيقة، كما أمرت بنقل الجثمان إلى المشرحة لإجراء عملية التشريح اللازمة لمعرفة سبب الوفاة بدقة، وتكليف إدارة البحث الجنائي بإجراء تحريات شاملة حول ملابسات الحادث. وتعيش أسرة الفتاة حالة من الانهيار والصدمة بعد فقدان ابنتهم التي لم يمهلها القدر لتحقيق حلمها بالزواج، ليتحول مسكنها إلى مأتم وحزن عميق في لحظة فارقة.