لماذا ألغت واشنطن تأشيرات دخول محمود عباس أبو مازن، وعدد 80 مسئولاً في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مما يحول دون مشاركتهم في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المقرر انعقادها يوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر الجاري؟ نعلم جميعاً أن رئيس السلطة الفلسطينية لم يدخر جهداً لإبراء ساحته مما تقوم به "حماس وأخواتها" في غزة، وأنه غسل يده سراً وعلانيةً منهم، وأنه أيضاً لم يدخر جهداً للقبول بما يأتيه من إسرائيل وأمريكا، ولم يخرج عن المسار، فلماذا يأخذونه بذنب "حماس وأخواتها" وعلى ماذا يعاقبونه؟! لماذا يمنعونه وفريقه؟! فهم لم يحملوا السلاح، لم يقاوموا، لم ولم ولم!!! إن أمريكا ومن خلفها إسرائيل، تغضب ممن يحمل السلاح في مواجهتها، غير أن من لم يحمل السلاح لن يكون موضع تقدير، هي ترى الاثنين أعداء، من قاوم منهم، ومن هادن، الاثنين يفترشون أرضاً هي تريدها، ووطناً تريد سرقته... ليت "أبو مازن" يقرأ ويعي الرسالة، إنها واضحة وكاشفة، لمن كان له سمع وبصر... المقاومة أقرب إليك من أي شيء آخر، إن إسرائيل وحليفتها لا تريدان لفلسطين دولة، ولا لسلطتك بقاء!!! السؤال الثاني: هل استبدلت لبنان المقاومة المسلحة، بعبارات الشجب والاستنكار وتوجيه نداءات للمجتمع الدولي الأصم؟ لنعد للوراء قبل عام، ونحاول معاً رسم ملامح المشهد اللبناني آنذاك... لبنان كانت بلا رئيس منتخب، تعاني – ولا زالت – تحديات اقتصادية خطيرة، حزب الله وكتائب المقاومة اللبنانية يتصدون للاعتداءات الإسرائيلية ويقدمون المساندة والدعم لغزة، الجيش اللبناني كان الحاضر الغائب... تمكنت إسرائيل من القيام بسلسلة اغتيالات خطيرة طالت قيادات الصف الأول والثاني والثالث، وتمكنت من توجيه ضربات قاسية لحزب الله، نالت من بنيته التحتية وأضعفت قدراته العسكرية، لدرجة جعلته في موقع متكافئ – إن لم يكن أقل – مع قدرات الجيش اللبناني، بعد أن كان متفوقاً عليه تفوقاً ملحوظاً، يقوم البرلمان اللبناني في 9 يناير الماضي بانتخاب وزير الدفاع جوزيف عون، رئيساً للدولة اللبنانية، يُعلن "عون" في أول كلمة له، حصر واحتكار حمل السلاح على الجيش اللبناني، يهنئه بعدها بساعات "جو بايدن" الرئيس الأمريكي وقتها، بانتخابه، ويصفه بأنه القائد المناسب لهذه المرحلة، ثم يعود "عون" معلناً أنه: (ليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، مطالباً حزب الله بتسليم سلاحه للدولة)... لتبدأ فوراً وفي أعقابها سيناريوهات المواجهات الداخلية اللبنانية – اللبنانية، بين جيش لبنان من جانب وحزب الله، من جانب آخر، مواجهات لم تتجاوز حتى الآن، التصريحات والتصريحات المضادة، غير أنها مرشحة للتصعيد في أي لحظة... على الجانب الآخر تودع لبنان – الدولة والجيش – مسار المقاومة المسلحة، ونهج رد الصاع صاعين للكيان المحتل، وتستبدلها، بتصريحات الشجب والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي ومناشدة مجلس الأمن بالتدخل لدى إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، والانسحاب من النقاط الخمس، وهي التصريحات التي أتت كثيراً، – وستظل – على لسان رئيس وزرائها نواف سلام. هكذا تحولت لبنان من خانة فريق المقاومين ومن يحملون السلاح في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى خانة فريق الشاجبين المناشدين المستنكرين الحنجريين... وهو ما تسمح به إسرائيل، ولسان حالها يقول: أشجب كما شئت، أصرخ كما تريد، لكن وأنت منزوع السلاح!!! السؤال الثالث: الرئيس السوري أحمد الشرع... مع مَن ضد مَن؟ عندما تراقب وترصد وتحلل مواقف وقرارات الرئيس السوري، تجد نفسك أمام "فزورة كبيرة" لا تعرف في أي خندق يقف، لا تعرف إن كان مع هذا أو ذاك، وضد هذا أو ذاك، تجدها مواقف متناقضة، وعكس ما تتوقعه تأسيساً على مرجعياته ومنطلقاته، التي تم تسويقها عنه سلفاً، غير أن ما يثير الدهشة والاستغراب، أنه ومنذ توليه السلطة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في 8 سبتمبر 2024، قامت إسرائيل باعتداءات عسكرية جوية وبرية على مناطق سورية عديدة دمرت 185 هدفاً كما توغلت داخل المنطقة العازلة والقنيطرة وجبل الشيخ بذريعة إنشاء منطقة عازلة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان، وتمكنت إسرائيل خلال تلك العمليات التي أطلقت عليها اسم (سهم باشان) من تجريد سوريا مما تبقى لها من قدرات ومعدات عسكرية، وأن ما فعله الشرع والذين معه آنذاك، أنهم التزموا الصمت طويلاً، وفي الأخير أصدروا بياناً هزيلاً على استحياء للشجب والاستنكار، وعلى النقيض من ذلك، عندما قامت مجموعات تابعة لحزب الله، بإطلاق عدة صواريخ على أهداف متواضعة طالت مناطق سورية وذلك مطلع العام الجاري، على الفور جاء الرد السوري وانتفض ما يسمى جيشها وأطلق وابلاً من النيران، لم يتوقف إلا بناءً على طلب من الرئيس اللبناني... الخلاصة: إسرائيل تفعل ما تريد، تضم أراضٍ، تقيم مستوطنات، تقوم باعتداءات، يكون الرد شجباً واستنكاراً، لكن كتائب حزب الله... فقط ترفع رأسها، يأتي الرد بالنيران... إنه لأمر مستغرب. الكاتب السياسي السوري "عيسى إبراهيم" المقيم بأوسلو، يقول: إن الشرع جاء باتفاق دولي، إسرائيل لم تكن بعيدة عنه، وأنه يتمتع بصلاحيات إلهية وفقاً لإعلان دستوري من صُنع يده. الأمنية: موت نتنياهو! لم أتمنَّ الموت لأحد، لكنني تمنيته لهذا النتنياهو، حتماً سيموت، وسيلحق بأجداده القتلة، حتماً سيُقبر وسيُغطيه التراب، قد يموت بعد يوم أو بعد أسبوع أو أكثر، غير أنني أريد الأولى قبل الثانية، والثانية قبل الثالثة، أريده أن يموت الآن وليس غداً... أعلم وتعلمون أنه سيموت، لكنني لم أعد قادراً على أن يجمعني به زمان، أو تظلني معه سماء، وأحمد الله أنه لم يجمعني به مكان، ولم تطأ قدماي موضعاً سبقني إليه، إنه شيطان هذا الزمان، اللعنة محله، الرجس مقامه وعنوانه، والفجور والفسق مبلغُه، والدنس ثيابه... أعرف وتعرفون، أنني لست وحدي من يتعجل الموت لهذا الطاغية، ولي ولكم في ذلك أسباب تعصى على الحصر. لأنه بموته سيكون العالم مكاناً أفضل، ولن يفتقده أحد، ولن يبكيه أحد، برحيل نتنياهو سيكون قد غادر عالمنا فرعون القرن الحادي والعشرون، قاتل النساء والأطفال، سيكون مات من كانت بضاعته الخيانة، وتجارته سفك الدماء وسرقة الأوطان. سيكون مات عجوزاً كهلاً، عاث وعصابته في الأرض فساداً وإفساداً. سيكون مات الثمانينيَّ الذي اشتعل رأسه شيباً ووَهَنت عظامه، بعد أن جَوَّع وعطَّش وحاصر وأباد ودمر. سيكون مات واقتلعت عيناه وأكلها الدود وغطاها التراب قبل أن يرى بها (إسرائيل الكبرى). سيكون مات وفي رقبته أنهار من الدم، وقد فضح "بني صهيون" ونزع عنهم لباس الإنسانية، وأورثهم خزي وعاراً، تنوء بحمله الجبال، سيلاحقهم إلى قيام الساعة. لهذه الأسباب ولكثير غيرها، أتعجل موت هذا النتنياهو، وكلي يقين أنه حتماً سيموت، وكلي يقين أيضاً أنه لكل أجلٍ كتاب.