لم تكد تمر ساعات على عودة "ميريهان"، بائعة المناديل، إلى منزل زوجها العرفي بقرية تابعة لمركز كرداسة بعد غياب أسبوعين بسبب خلافات الغيرة، حتى تحولت محاولات الصلح إلى جريمة مروعة، إذ فقد الزوج أعصابه تحت وطأة الشكوك، فانهال عليها بعصا خشبية ثم خنقها حتى لفظت أنفاسها، ولم يتوقف عند ذلك بل استعان بشقيقه وصديقه للتخلص من جثمانها وألقوا به في أرض زراعية، ظنًا منهم أن الليل سيخفي جريمتهم. ميريهان، أربعينية بسيطة تعمل بائعة مناديل، تزوجت منذ ثلاث سنوات زواجًا عرفيًا، على أمل أن تجد في بيتها الجديد ما حُرمت منه من دفء واستقرار. لكن سرعان ما تبددت أحلامها، إذ تحوّل المنزل إلى ساحة صراع دائم، بسبب غيرة الزوج المفرطة والتي زرعت الشك في قلبه، فكل غياب قصير لزوجته كان يراه خيانة، وكل كلمة أو نظرة عابرة كانت كفيلة بإشعال غضبه. لم يسلم الجيران من سماع صوتهما العالي ليلًا ونهارًا، حتى أصبح الخلاف بينهما أمرًا معتادًا، فما من الزوجة إلا أن تركت عش الزوجية لمدة أسبوعين حتى أعادها مرة أخرى. في تلك الليلة، اشتعل خلاف جديد لم يختلف عن سابقه في بدايته، لكنه انتهى بنهاية مأساوية. فقد محمد السيطرة على أعصابه، أمسك بعصا خشبية وانهال ضربًا على جسد زوجته، ثم أحكم يديه حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وهو يردد: "بتخونيني يا ميريهان". وبعدما انتهى الزوج من جريمته استعان بشقيقه وصديقه، وحملوا الجثمان في ظلام الليل وألقوه في أرض زراعية بعيدة، معتقدين أن التراب سيُخفي الجريمة إلى الأبد. في صباح اليوم التالي تلقى رئيس مباحث مركز كرداسة إشارة من غرفة عمليات النجدة بالعثور على جثة سيدة ملقاة بأرض زراعية، بالانتقال والفحص، تبين أن الجثمان لربة منزل في العقد الرابع من عمرها، وعليها آثار ضرب وخنق. كثفت الاجهزة الامنية التحريات، وتبين أن وراء الواقعة الزوج العرفي محمد، بمعاونة شقيقه وصديقه، وكشفت التحقيقات أنه ارتكب جريمته بدافع الشك في سلوكها، ثم لجأ إلى التخلص من الجثمان للتغطية على فعلته، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، أقر تفصيليًا بجريمته. النيابة العامة انتقلت لمعاينة الجثة، وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة، ثم صرحت بدفنها، كما اصطحبت المتهمين لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل الجريمة، وبعرضهم على قاضي المعارضات، صدر قرار بتجديد حبسهم على ذمة التحقيقات.