لم تكد قرية الكوم الطويل تستوعب صدمة وفاة الأب غرقًا، حتى جاء الخبر الثاني كالصاعقة بعد ساعات قليلة: لحق به ابنه، طالب كلية الطب، على نفس سرير العناية المركزة بمستشفى كفر الشيخ العام. انتهت حياة الأب والابن معًا، تاركين خلفهما فاجعة مزدوجة هزت مركز بيلا بأكمله. كان الأب "رضا.ر.ع"، في منتصف العقد الخامس من عمره، ونجله "عبدالرحمن"، في العقد الثاني، ضحية حادث مأساوي، حين انقلبت سيارتهما في ترعة بقرية الخادمية، ليواجها مصيرًا واحدًا في حادث كُتبت فيه آخر فصول حياتهما معًا. ساعات حاسمة في المستشفى بدأت تفاصيل المأساة تتكشف مع وصول الأب وابنه إلى قسم الطوارئ بمستشفى كفر الشيخ العام مصابين بحالات غرق. الأطباء بذلوا جهودًا مضنية، لكن الأب لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا ب"اسفكسيا الغرق". في تلك الأثناء، كان الابن "عبدالرحمن" قد دخل في غيبوبة تامة، ليتم إيداعه قسم العناية المركزة في محاولة يائسة لإنقاذ مستقبله كطبيب. لكن بعد ساعات قليلة من وفاة والده، أعلن أطباء المستشفى عن وفاة طالب الطب، ليلحق بأبيه ويترك حزنًا مضاعفًا. اختلال عجلة القيادة كشفت التحقيقات الأولية للشرطة أن الحادث وقع نتيجة اختلال عجلة قيادة السيارة الملاكي (ل س ض 7342) من يد الأب، مما أدى إلى سقوطها في الترعة. وقد حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وجرى إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق في الفاجعة التي أودت بحياة الأب ونجله.