توقع خبراء اقتصاديون ومصرفيون تحدث إليهم "مصراوي" استمرار زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة المحلية بمصر بعد تلميحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بقرب خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل. كان جيروم باول، أشار في قمة "جاكسون هول" السنوية قبل يومين إلى وجود اختلالات في سوق العمل، ما فُسّر ضمنيًا على أنه تلميح محتمل لخفض الفائدة في المستقبل. تدفق الأموال الساخنة قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين، إن مصر ما زالت تجذب تدفقات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين، رغم احتمالات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت جذبًا غير مسبوق للأموال الأجنبية، مؤكدًا أن مصر تقدم من أعلى العوائد الحقيقية الموجبة في العالم، خاصة في الأسواق الناشئة، ما يجعل التدفقات الأجنبية مستقرة ومستمرة بغض النظر عن تحركات الفيدرالي. جذبت مصر نحو 25 مليار دولار استثمار أجنبي في أذون الخزانة المحلية خلال أول عام من تحرير سعر الصرف ليقفز إجمالي الرصيد إلى فوق 38 مليار دولار بنهاية مارس الماضي، وفق آخر أرقام صادرة للمركزي المصري. وأشار شفيع إلى أن باول تحدث عن وجود اختلال في سوق العمل، وهو ما اعتُبر إشارة ضمنية لخفض الفائدة؛ لكنه أكد في المقابل أن التضخم ما زال مرتفعًا ولم يصل إلى المستهدف البالغ 2%، ما يعني أن سياسة التشديد النقدي مستمرة. جاذبية السوق المحلي وقالت سهر الدماطي، نائبة رئيس بنك مصر الأسبق، إن الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في مصر مستمرة ومستقرة، مشيرة إلى أن أي تغيرات محتملة في الفائدة الأمريكية لن تؤثر بشكل جوهري على التدفقات المالية إلى السوق المصري. وأضافت أن الزيادة في الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة تعود أساسًا إلى تحسن الوضع الاقتصادي في مصر وجاذبية السوق المحلي، وليس نتيجة عوامل خارجية فقط. وأكدت الدماطي أن هذه التدفقات تعكس ثقة المستثمرين في السوق المصري، سواء من حيث البيئة الاقتصادية المحلية أو الاستقرار النقدي بالنسبة للعملة المحلية والدولار. وأشارت إلى أن مصر شهدت تدفقات قوية من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة بلغت قرب نحو 40 مليار دولار، وهو رقم غير متوقع ويُعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية. عامل محفز وقال محمد عبدالعال، الخبير المصرفي، إن أي خفض محتمل للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيكون عاملًا إيجابيًا يحفز الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في الدول الناشئة، بما فيها مصر. وأوضح أن معدل الفائدة الحالي في مصر والفارق بين الفائدة المحلية والأجنبية يشجع على زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. وأكد أن أي خفض للفائدة الأمريكية سيزيد من جاذبية السوق المصري للمستثمرين الأجانب. الأموال الساخنة وفرص مصر المستقبلية وقال الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، عضو مجلس الأعمال المصري الكندي، إن خفض الفائدة في الولاياتالمتحدة قد يؤدي إلى خروج الأموال الساخنة منها، إذ تبحث هذه التدفقات دائمًا عن الأسواق ذات العائد الأعلى، ما قد يتيح لمصر نصيبًا أكبر منها. لكنه شدد على أن مصر لا يجب أن تبني مستقبلها على الأموال الساخنة، بل على الاستثمارات طويلة الأجل التي تساهم في مشروعات البنية التحتية والمشروعات القومية، حتى لو تأخرت عوائدها فإنها تحقق مكاسب ضخمة على المدى الطويل.