كشف مسؤول أمريكي سابق، أن إدارة الرئيس جو بايدن رغبت في أكثر من مناسبة الإعلان علنًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يعرقل الجهود للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، لكنها امتنعت عن ذلك بعدما تبين أن مثل هذه الخطوة ستدفع حركة حماس إلى التشدد في مواقفها التفاوضية. وقال ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية والمقرب من وزير الخارجية الأسبق أنتوني بلينكن، في مقابلة مع برنامج "المصدر" على القناة 13 الإسرائيلية: "في أوقات عديدة كنا نرغب بشدة أن نعلن أمام العلن أن رئيس الوزراء كان متعنتًا تمامًا ويجعل التوصل إلى اتفاق أصعب، لكننا بعد نقاش داخلي قررنا أن ذلك لن يحقق شيئًا، لأننا رأينا أكثر من مرة أن (القيادي السابق في حماس يحيى السنوار كان يتراجع عن المفاوضات حين يظن أن هناك انقسامًا بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وأضاف ميلر: "كنا نريد التحدث بلهجة حازمة مع الحكومة الإسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، لكن في النهاية لم نرغب بفعل أي شيء قد يجعل الوصول إلى اتفاق أصعب". نتنياهو وعرقلة المفاوضات ووجهت لنتنياهو مرارًا من قبل منتقدين في الداخل والخارج بأنه يماطل في مفاوضات الأسرى منذ الشهور الأولى للحرب، فيما دافع هو بالقول إن المسؤولية الأساسية تقع على حماس التي رفضت العروض المطروحة. تصريحات ميلر كشفت أن واشنطن كانت بالفعل قريبة في عدة مراحل من توجيه انتقاد علني لنتنياهو بسبب ما اعتبرته إفشالًا متكررًا لمسارات التفاوض. أمثلة من الميدان في أبريل 2024، بينما كانت الولاياتالمتحدة تضغط لتمرير صفقة تتضمن وقف إطلاق نار لستة أسابيع مقابل إطلاق أسرى، أعلن نتنياهو علنًا أن إسرائيل ستقتحم مدينة رفح "سواء كان هناك وقف إطلاق نار أم لا"، وهو ما صعّب كثيرًا من مهمة الوسطاء وأفقد حماس الدافع للتجاوب. في مايو 2024، وافق نتنياهو فجأة على مقترح ثلاثي المراحل للإفراج عن الأسرى ينتهي بوقف كامل للحرب وانسحاب إسرائيلي من غزة، لكن بعد خطاب بايدن الذي كشف تفاصيل الصفقة، بدأ مكتب نتنياهو بتسريب رسائل للإعلام تقول إن ما أعلنه بايدن يختلف عما وافق عليه نتنياهو. في يوليو 2024، وبعد أن قدمت حماس ردًا قريبًا من موقف إسرائيل، عادت الحكومة لتصر على إبقاء قواتها في ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وهو شرط لم يكن مطروحًا سابقًا، مما عطل الاتفاق الذي كان على وشك التوقيع. "فرص ضائعة" اعتبر ميلر أن تلك الشروط الإضافية والعرقلة السياسية أفشلت فرصًا كانت كفيلة بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى. وأشار إلى حادثة مأساوية في سبتمبر 2024 عندما قُتل ستة أسرى بينهم الأمريكي-الإسرائيلي هيرش جولدبرج بولين بعد أن اقتربت القوات الإسرائيلية من موقع احتجازهم. وقال متأثرًا: "كان يومًا فظيعًا... كنا نعتقد أننا نستطيع التوصل لاتفاق في وقت أبكر كان سينقذ حياتهم، لكننا لم ننجح". إدارة ترامب والمراحل المتعثرة لاحقًا، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حاول مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف دفع المفاوضات قدمًا، لكن نتنياهو استأنف القتال في مارس 2025، متجنبًا الانتقال من الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار. وبحسب ميلر، فإن إدارة ترامب لم تضغط على إسرائيل لاحترام بنود الاتفاق السابق، بل سمحت لها بالعودة إلى الحرب. رؤية "حرب بلا نهاية" اختتم ميلر بالقول إن بلينكن حذر في بداية الحرب قادة إسرائيل من أن غياب خطة لليوم التالي سيعني انخراط إسرائيل في "تمرد دائم في غزة"، مع استمرار عدم الاستقرار في الضفة الغربية، وضياع فرص التطبيع الإقليمي. لكن نتنياهو، بحسب ميلر، رد قائلاً: "أنتم على حق. سنقاتل هذه الحرب لعقود مقبلة. هكذا كانت دائمًا، وهكذا ستبقى". ولم يرد مكتب نتنياهو على ما جاء في تقرير البرنامج الإسرائيلي.