نفت الصين، الادعاءات التي أطلقتها ألمانيا يوم الثلاثاء بأن طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني تعرّضت لرذاذ أشعة ليزر صينية خلال مهمة لحماية الملاحة البحرية في أجواء البحر الأحمر. أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي أن المعلومات الألمانية "لا تتطابق مع الحقائق المعروفة لديها"، مؤكدة أن السفن الصينية تُجري مهام مرافقة في خليج عدن ومياه الصومال لتعزيز أمن الممرات البحرية الدولية ودعت ماو الجانبين لاعتماد موقف عملي، وتعزيز التواصل في الوقت المناسب لتفادي "سوء الفهم والتقدير". في المقابل، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، ميتكو مولر، أن هناك "مؤشرات واضحة" على استخدام سفينة حربية صينية لليزر ضد الطائرة، بدون تحذير مسبق، خلال عملية Aspides التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر. كما قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، كاثرين ديشاور، إن برلين تتوقع عدم تكرار مثل هذه الأحداث، مشددة على استدعاء السفير الصيني في برلين وتأكيد أن الاستهداف "غير مقبول إطلاقًا"، لأنه عرض حياة الطيارين والطاقم للخطر. وصرّح متحدث من وزارة الدفاع الألمانية بأن الطائرة، وهي عبارة عن منصة متعددة الحساسات تُستخدم في المراقبة المدنية بالتعاون مع الجيش، اضطرت لإنهاء مهمتها والهبوط احترازياً في جيبوتي، لكنها استأنفت نشاطها لاحقاً. وتكثف طائرات الحماية هذه نشاطها ضمن عملية Aspides منذ أكتوبر 2024، وتشارك فيها ألمانيا ب700 عنصر، في مهمة تركز على رصد وتوجيه المساعدات الإنسانية وحماية الملاحة التجارية من هجمات الحوثيين. بدأ النزاع الدبلوماسي بعد استدعاء ألمانيا للسفير الصيني في برلين، ثم الرد الصيني بنفي الحادث باعتباره "غير مطابق للحقائق"، داعيًا إلى تعزيز الحوار لتفادي التصعيد. يُذكر أن الصين تواجه اتهامات متكررة باستخدام الليزر ضد طائرات وسفن عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، منها توجيه أشعة إلى طائرات أميركية، فلبينية وأسترالية، وهو ما تنفيه بكين في كل مرة. ورغم أن هذا الحدث غير معتاد في هذا الممر المائي، فإن الولاياتالمتحدة وحلفائها اتهموا الجيش الصيني مرارا وتكرارا باستخدام أشعة الليزر لتهديد الطائرات والسفن في المحيط الهادئ. واستدعى الاتحاد الأوروبي السفير الصيني في أعقاب الحادثة، إذ قال أنور العوني، المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي: "إن استخدام الجيش الصيني ليزرًا لاستهداف طائرة ألمانية تُشارك في دورية ضمن عملية الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" في البحر الأحمر أمرٌ خطير وغير مقبول. هذا الفعل عرّض الأفراد للخطر وأثّر سلبًا على مهمة الطائرة"، حسب ما أوردته وكالة رويترز.