أكد الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت، لأتباعه الأربعاء، أنه سيعود في تجسد جديد بعد وفاته، مجددًا تمسكه باستمرارية مؤسسة القيادة الروحية التبتية، ومشيرًا إلى آلية الخلافة التي من المتوقع أن تثير مواجهة جديدة مع الصين. وجاء الإعلان، الذي نُشر قبل أيام من احتفاله بعيد ميلاده التسعين، ليضع حدًا للتكهنات التي أطلقها بنفسه سابقًا حول احتمال إنهاء تقليد الدالاي لاما، وهو تقليد يمتد لقرون. The elderly Dalai Lama assured his followers that upon his death he would be reincarnated as the next spiritual leader of Tibetan Buddhism and spelt out a succession process that sets up a renewed clash with China https://t.co/3msSVy0FZW pic.twitter.com/7Pv3bISm05 — Reuters (@Reuters) July 2, 2025 وخلال احتفالات أُقيمت في بلدة دارامشالا الجبلية شمال الهند، قال الدالاي لاما، إن مؤسسة غير ربحية أسسها ستكون الجهة الوحيدة المخولة بالتعرف على تجسده الجديد، في خطوة تتحدى موقف بكين التي تصر على أنها صاحبة القرار النهائي في تعيين خليفة له. وردًا على ذلك، أكدت الصين يوم الأربعاء أنها ترى في نفسها الطرف الوحيد المخوّل بالموافقة على أي تناسخ، مشددة على أن العملية يجب أن تتم داخل أراضيها عبر طقوس تقليدية. من جهتها، صرّحت وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستواصل مطالبة بكين بعدم التدخل في شؤون الخلافة واحترام حرية المعتقد. وتنظر الصين إلى الدالاي لاما، الذي فرّ إلى الهند عام 1959 بعد فشل انتفاضة ضد الحكم الصيني، على أنه انفصالي، بينما أكد هو أن خليفته سيولد خارج الصين، داعيًا أتباعه إلى عدم القبول بأي شخصية تختارها بكين. كما كان قد ألمح سابقًا إلى احتمال عدم تعيين خليفة له إطلاقًا. Statement Affirming the Continuation of the Institution of Dalai Lama (Translated from the original Tibetan) On 24 September 2011, at a meeting of the heads of Tibetan spiritual traditions, I made a statement to fellow Tibetans in and outside Tibet, followers of Tibetan... pic.twitter.com/VqtBUH9yDm — Dalai Lama (@DalaiLama) July 2, 2025 وفي رسالة مصورة قال: "أؤكد أن مؤسسة الدالاي لاما ستستمر"، وسط تصفيق وهتافات من أكثر من 100 راهب يرتدون الزي الأحمر، احتشدوا في مكتبة بمدينة دارامشالا. شهد الحدث حضور صحفيين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب مؤيدين بارزين من بينهم نجم هوليوود ريتشارد جير، حيث تزينت قاعة المناسبة بلوحات لبوذا وصور شخصية للدالاي لاما. وأشار الزعيم الروحي إلى أن "مؤسسة جادين فودرانج"، التي أسسها بهدف الحفاظ على تقاليد ومؤسسة الدالاي لاما، هي الكيان الوحيد المخول بالتشاور مع زعماء المدارس البوذية التبتية لتحديد التناسخ القادم، مؤكدًا: "لا يمتلك أي طرف آخر الصلاحية للتدخل في هذا الشأن". وبحسب التقليد التبتي، فإن روح الراهب البوذي العظيم تتجسد في جسد طفل بعد وفاته. وكان الدالاي لاما الرابع عشر قد وُلد باسم لهامو دوندوب في السادس من يوليو 1935، لعائلة مزارعة في ما يُعرف حاليًا بمقاطعة تشينغهاي الصينية. وتم التعرف عليه كتجسيد جديد للزعيم الروحي للتبت في سن الثانية، عبر علامات تقليدية من ضمنها رؤى روحية لراهب كبير، وفقًا لما أورده الموقع الرسمي للدالاي لاما. ويُعد الدالاي لاما اليوم من أبرز الشخصيات الدينية على مستوى العالم، وله أتباع يتجاوزون حدود الديانة البوذية، كما نال جائزة نوبل للسلام في عام 1989.