أوضح الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن عدم الخشوع في الصلاة لا يبطلها شرعًا، إلا أنها تكون صلاة خالية من الأثر والتأثير، مشيرًا إلى أن الخشوع هو روح الصلاة وغايتها. جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات، في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، قال عبد السلام: "الصلاة جاءت لترفع الطاقة النفسية والروحية للإنسان، وتجعله قادرًا على تحمُّل ضغوط الحياة وصعوباتها". وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الصلاة التي تؤدى بانتظام حتى دون خشوع تكون "سببًا في صلاح القلب على المدى الطويل". وأشار أمين الفتوى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها"، أي ما حضره قلبك فيها. وأوضح أن علاج عدم الخشوع يبدأ من خارج الصلاة، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة المؤمنون: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ". وأضاف: "الخشوع لا يتحقق إلا إذا كان الإنسان مُعرِضًا عن اللغو والمعاصي، ويحافظ على طهارته، ويتوضأ باستمرار، ويطهر مطعمه ولسانه من الحرام". وأوضح قائلاً: "مش ممكن واحد يأكل حرام، ويرتكب الغيبة والنميمة، ويدخل يصلي ويقول: ليه مش حاسس بخشوع؟! الخشوع يحتاج قلب نظيف وتهيئة خارجية". لا تترك الصلاة لعدم الخشوع وعن المتسائلين عما إذا كان يجب على من يصلي ولا يخشع أن يترك الصلاة، أكد عبد السلام: "لا طبعًا، تصلي حتى لو مش حاضر القلب"، مبررًا ذلك بأن المداومة على الصلاة وذكر الله سيرزق المصلي الخشوع مع الوقت. واستشهد الشيخ إبراهيم عبد السلام، في هذا الصدد بقول ابن عطاء الله السكندري: "لا تترك الذكر لعدم حضور القلب فيه، فإن غفلتك عن الذكر أعظم من غفلتك في الذكر". ودعا الشيخ إبراهيم عبد السلام، إلى عدم اليأس من قلة الخشوع، بل الاستمرار في الصلاة والتهيئة النفسية والروحية لها، حتى يمنّ الله عليك بالخشوع التام.