"أود أن أشكر إيران على إبلاغنا مبكرًا، مما سمح بعدم وقوع خسائر في الأرواح أو إصابات"، بهذه العبارة علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر. وبعد الهجوم الإيراني الذي استهدف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، قال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "لعلّ إيران الآن قادرة على المضي قدمًا نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماسٍ على أن تحذو حذوها". أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي التساؤلات حول هل نسقت إيران مسبقًا مع الولاياتالمتحدةوقطر قبل أن تشن هجومها على "العديد"؟ لحفظ ماء الوجه في هذا الشأن يقول عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، الدكتور مهدي العفيفي، إن إيران أبلغت قطر مسبقًا قبل تنفيذ هجومها على "العديد"، والدليل على ذلك أن قطر أعلنت إغلاق مجالها الجوي قبل ساعات من الضربة الصاروخية الإيرانية. وعقب الضربة الإيرانية، قالت الخارجية القطرية، في بيان الاثنين، إن قاعدة العديد "كانت قد أُخليت في وقت سابق وفقًا للإجراءات الأمنية والاحترازية المعتمدة، وذلك في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، كما تم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة العاملين في القاعدة من منتسبي القوات المسلحة القطرية والقوات الصديقة وغيرهم". ويشير العفيفي خلال حديثه ل"مصراوي"، إلى أنه على الأرجح فإن قطر هي التي أبلغت الولاياتالمتحدة بالضربة الإيرانية، وشملت إطلاق نفس عدد القنابل التي استخدمتها واشنطن لضرب المنشآت النووية لطهران. ويفيد العفيفي بأنه تم إسقاط جميع الصواريخ عدا صاروخًا واحدًا سقط في منطقة فارغة بالقاعدة التي تم إخلاؤها في وقتٍ سابق قبل الهجوم الذي لم يسفر عن أي إصابات، مضيفًا أن هذه الضربة، التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "رد ضعيف للغاية"، جاءت "لحفظ ماء الوجه". ومن جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أن استهداف قاعدة العديد الجوية لم يكن موجّهًا ضد قطر، بل جاء ردًا على المشاركة الأمريكية في الاعتداءات الأخيرة، مشددًا على أن "دولة قطر الشقيقة والصديقة والجارة ليست مستهدفة بأي شكل من الأشكال". شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار يشير عضو الحزب الديمقراطي، إلى أن إسرائيل وضعت 5 شروطًا ومن ورائها الولاياتالمتحدة للموافقة على وقف القتال، وهى: منع تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، نقل مخزون اليورانيوم خارج إيران، فك معدات الطرد المركزي وإخراجها من البلاد، تفكيك المنظومة الصاروخية الباليستية بحيث يمنع طهران من إنتاج الصواريخ مرة أخرى. أما الشرط الخامس يتضمن إخضاع برامج إيران النووية والصاروخية "لإشراف كامل" من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية لا سيما الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويقول الدكتور مهدي العفيفي، إننا لم نسمع بأنه تم الاتفاق على هذه الشروط، بينما سمعنا أنه تم الاتفاق على "التهدئة والهدنة"، وبذلك يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ترك الباب مفتوحًا ويمكن أن تعود إسرائيل لشن هجمات على إيران مرة أخرى بأي ذريعة كانت. إسرائيل تشن هجومًا على إيران بعد بدء الاتفاق ويتفق مع عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أستاذ العلوم السياسية جمال سلامة، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الرئيس دونالد ترامب، "هش ولن يصمد"، فمن الممكن أن يعود جيش الاحتلال بمواصلة هجماته مرة آخرى على إيران فالأمر يعتمد على السلوك الإسرائيلي أكثر من الإيراني. وبالفعل، وبعد ساعتين ونصف من بدء وقف إطلاق النار، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية رصدت صاروخين أُطلِقا من إيران، وردًا على ما وصفه ب"الانتهاك الصارخ لوقف إطلاق النار"، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، طهران بمواصلة الضربات المكثفة عليها. وشن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا على منشأة عسكرية ورادارًا قرب العاصمة الإيرانيةطهران كما دوى انفجارين في مدينة بابلسر بمحافظة مازندران شمالي البلاد وتم تفعيل الدفاعات الجوية. وذلك بعد إعلان ترامب أن الطيران الإسرائيلي لن يهاجم إيران وأن جميع الطائرات ستعود بعد أن "تؤدي تحية ودية". وبعد هذا الهجوم، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، أن سلاح الجو أوقف هجماته ولن يشن هجمات إضافية وذلك بعد المكالمة التي جرت بين نتنياهو وترامب، الذي قال عقب التصعيد، إن إسرائيل وإيران "انتهكتا" وقف إطلاق النار، مضيفًا "لست راضيًا عن إيران، لكنني حقًا لست راضيًا عن إسرائيل أيضًا". هل نسقت إسرائيل مع أمريكا قبل شن الهجوم؟ يقول الدكتور جمال سلامة خلال حديثه ل"مصراوي"، إن إسرائيل لا تستطيع شن أي هجوم على إيران دون التنسيق المسبق مع الولاياتالمتحدة، وهو الأمر الذي أكده أيضًا عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، مهدي العفيفي. وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال عقب الهجوم الإسرائيلي مباشرة إنه لم يكن على علم به، لكنه بعد حوالي يومين من الحرب وبعد الرد الإيراني، أشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، كما صرح بأنه قد أعطى مهلة مدتها أسبوعين لطهران لكنها لم تستغلها، بحسب العفيفي. وقبل الهجوم الأمريكي نقلت إيران معداتها وموادها النووية من المنشآت، كما لم يحدث تسرب إشعاعي كبير في المنشآت الثلاث التي قصفها سلاح الجو الأمريكي فجر الأحد، وهم فوردو ونطنز وأصفهان، ولا خسائر في الأرواح. في هذا الشأن، يقول العفيفي إنه لم يكن هناك تنسيق مباشر بين طهرانوواشنطن بشأن الضربة، ولكن كانت هناك محادثات عن طريق الوسطاء قبل وأثناء الحرب، منها قطر ودول أوروبية، والتي بموجبها تلقت إيران تحذيرات بخصوص الضربة. كما يعلق الدكتور جمال سلامة على أن إيران اتخذت تدابير خاصة لحماية المعدات والمواد النووية لديها، بأن طهران كانت متوقعة منذ أن شنت إسرائيل الهجوم عليها في 13 يونيو الجاري بأن الولاياتالمتحدة قد تتدخل في الحرب لذلك نقلت موادها من المنشآت. من الفائز في الحرب؟ يقول الدكتور مهدي العفيفي، إن كل طرف سيعلن نفسه المنتصر، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار ثنائي مع إيران بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي، بعد أن "حققت جميع أهدافها". وأوضح نتنياهو، أنه أبلغ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء الاثنين، أن إسرائيل حققت جميع أهدافها الحربية في العملية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، بما في ذلك إزالة تهديد برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، وفق زعمه. وفي المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن إسرائيل "عجزت" عن تحقيق أهداف عدوانها على إيران، مؤكدًا أن بلاده لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم يخرقه الكيان الصهيوني. بينما زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المواقع النووية الإيرانية "دُمِرت بالكامل" جراء الضربة التي أمر بشنها، وهو الادعاء الذي كررته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، قائلة: "نحن واثقون، من أن المواقع النووية الإيرانية تم تدميرها بالكامل، كما قال الرئيس، ولدينا درجة عالية من الثقة في أن المكان الذي وقعت فيه تلك الضربات هو المكان الذي تم فيه تخزين اليورانيوم المخصب لإيران".