أدانت دولة قطر الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد الجوية، واعتبرته اعتداءً سافرًا على السيادة القطرية وتصرفًا غير مقبول. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا لسياسة حسن الجوار التي التزمت بها بلاده، مضيفًا: "فوجئنا بالهجوم على قاعدة العديد، وأشيد بالدور البطولي الذي قامت به القوات المسلحة في صده". وأكد أن الدفاعات الجوية القطرية أسقطت جميع الصواريخ باستثناء واحد سقط في منطقة خالية دون وقوع خسائر. وأضاف أن قطر أدانت منذ اليوم الأول الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، مشيرًا إلى أن الدوحة ستتخذ كل الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة للرد على الهجوم الإيراني. وأعلن عن عقد اجتماع طارئ اليوم في الدوحة لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي لبحث تطورات الموقف، مؤكداً أن قطر حريصة على منطقة آمنة خالية من التهديدات النووية والتصعيد. وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالاً مع أمير البلاد لمناقشة الهجوم، وطلب من قطر التواصل مع إيران لمعرفة مدى استعدادها لوقف إطلاق النار، وهو ما أسفر عن الإعلان الأمريكي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وكشف عن تلقي سمو الأمير اتصالًا من الرئيس الإيراني عبّر خلاله عن أسفه، مؤكدًا أن استهداف قاعدة العديد لم يكن مقصودًا وأنه جاء في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية. وشدد رئيس الوزراء القطري على أن بلاده لا تعتمد سياسة تصعيدية وتفضل دائمًا الحوار والدبلوماسية، مؤكدًا أن قطر في تحالف وشراكة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة منذ عقود. كما عبّر عن تقديره لتضامن الدول الشقيقة مع قطر في هذه اللحظة الحرجة، وقال إن القوات المسلحة أثبتت قدرتها على الدفاع عن الوطن والمقيمين فيه. وأشار إلى أن ما تشهده المنطقة هو نتيجة مباشرة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، مجددًا التأكيد على استمرار الشراكة مع مصر والولاياتالمتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع. وحذر من أن إسرائيل قد تستغل وقف إطلاق النار مع إيران لتكثيف قصفها على غزة، آملاً أن تستأنف المفاوضات خلال اليومين المقبلين. وختم بالقول إن قطر لن تكون أداة لأي تصعيد في المنطقة، وستظل تدعو إلى الأمن والاستقرار عبر الحوار، معربًا عن أمله بأن تتبنى إيران الرؤية ذاتها لمنطقة يسودها حسن الجوار والاستقرار المشترك.