في ظاهرة أشد خطورة من سيارات الربع نقل "البيك أب"، تنتشر مؤخرًا بمحافظة المنيا ظاهرة تحويل التروسيكلات المخصصة لنقل البضائع إلى عربات ركاب صغيرة، تهدد حياة المواطنين في المناطق التي تعاني من ندرة المواصلات الآمنة، رغم جهود المحافظة في منع "البيك أب" وتوفير الميكروباصات. "قطع من الصفيح أو البلاستيك أو الأجولة، وألواح خشب للجلوس".. هكذا يتم تحويل التروسيكلات إلى ما يشبه سيارات "البيك أب" لنقل الركاب، وقد اجتاحت هذه الظاهرة القرى والآن وصلت إلى أحياء بمدينة المنيا، مثل منطقة كدوان جنوبالمدينة، حيث يناشد الأهالي بتوفير خطوط سير لسيارات الأجرة بدلًا من هذه الوسيلة "غير الآدمية" التي تنذر بكوارث مرورية. يقول مؤمن محمد، أحد أهالي منطقة كدوان، إنهم يواجهون خيارين صعبين: "دفع مبالغ كبيرة للتاكسي في ظل الغلاء، أو ركوب تروسيكلات سيئة ومخصصة لنقل البضائع، لا تليق بزوجاتنا وأطفالنا". وأضاف أن شكاوى الأهالي المتكررة للمسؤولين لم تجد استجابة حتى الآن لتوفير خطوط مواصلات، أو إلزام سائقي خط "السلخانة وأبو هلال" بالوصول لمنطقتهم المكتظة بالآلاف، والمشكلة نفسها تمتد إلى حي غرب المدينة وشوارع 6 أكتوبر ومضرب الأرز ومناطق أخرى نائية. في سياق متصل، تنتشر ظاهرة تحميل التروسيكلات للركاب بشكل واسع في العديد من القرى بمراكز سمالوط وأبو قرقاص ومغاغة والعدوة، حيث تعتمد عليها قرى الظهير الصحراوي الغربي بشكل خاص للتنقل من قرية لأخرى، وللوصول إلى المزارع التي تعمل فيها السيدات والفتيات يوميًا. ويكشف جمال العربي، من أهالي مركز سمالوط، عن تكرار حوادث تصادم التروسيكلات في الأعوام الأخيرة بالقرب من الظهير الصحراوي، مما يسفر عن العديد من الوفيات والمصابين، وغالبيتهم من السيدات، بسبب استئجار أصحاب العمل وسيلة نقل رخيصة بدلًا من السيارات الآمنة. ناشد العربي اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بالتدخل لوقف هذه الظاهرة، مشيدًا بجهود المحافظ الأخيرة في القضاء على تحميل سيارات "البيك أب" للركاب، وفرض غرامة 5000 جنيه على المخالفين. يذكر أن محافظ المنيا قد نجح في الأشهر الماضية في تطوير منظومة النقل بالمحافظة، بمنع تحميل "البيك أب" للمواطنين وطرح عشرات الميكروباصات على خطوط السير المختلفة. ويأمل المواطنون في المنيا، القضاء على ظاهرة تحويل التروسيكلات لسيارات ركاب، مع توفير بدائل نقل آمنة لمناطقهم المحرومة.