في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية للتوصل إلى هدنة توقف نزيف الدم ومعاناة المدنيين، عاد الأمل مجددًا مع تزايد احتمالات التوصل إلى تحقيق اختراق بين حركة "حماس" وإسرائيل، وذلك بعد طرح مقترح جديد للتهدئة من قِبل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وجاء هذا المقترح بعد أسابيع من مفاوضات مكثفة قادها ويتكوف بين الطرفين، شملت لقاءات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن، واجتماعات غير مباشرة مع قيادات حركة "حماس" في الدوحة، جرت عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية موافقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بموافقة حكومته على "مخطط ويتكوف"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن إسرائيل "لن تنسحب من غزة قبل استعادة جميع الأسرى". ويتضمن المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، يتم خلاله الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا على مرحلتين. وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 1,236 معتقلًا فلسطينيا، وتسلم جثامين 180 شهيدًا فلسطينيًا، بينما يلتزم الطرفان، وفق الوثيقة، بالدخول في مفاوضات حول هدنة دائمة. ويفرض المقترح إعادة انتشار قوات الاحتلال في شمال غزة وممر نتساريم منذ اليوم الأول للاتفاق، على أن تمتد هذه العملية إلى جنوب القطاع في اليوم السابع، مع خرائط يتم التفاوض حولها لاحقًا. ولم يحدد المقترح إلى أين ستنسحب القوات الإسرائيلية، في وقت تقول فيه الأممالمتحدة إن أكثر من 80% من قطاع غزة يُعتبر "منطقة عسكرية إسرائيلية". ويُلزم المقترح "حماس" بتقديم معلومات عن حالة بقية الأسرى الإسرائيليين بحوزتها بحلول اليوم العاشر من بدء تنفيذ الاتفاق. وسيكون كل من الولاياتالمتحدة وقطر ومصر أطرافًا ضامنة لهذا الاتفاق. كانت تقارير أفادت بأن حماس وإسرائيل توصلتا إلى توافق مبدئي بشأن هدنة تستمر لمدة 60 يومًا في غزة، متوقعةً إعلان الرئيس ترامب خلال الساعات المقبلة تفاصيل الهدنة. من جانبه، كشف مصدر قيادي في حركة حماس أن ما بثته بعض وسائل الإعلام بشأن موقف الحركة من المقترح الأخير غير صحيح، مشيرا إلى أن الحركة ما زالت تدرس المقترح بمسؤولية وطنية، مشددة على أنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول تفاصيله، بما يضمن تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.