منذ أول يوم له في موقع الإنشاء بالتجمع الخامس، لم يشعر "أدهم إمبابي" بالراحة تجاه المهندس "فادي"، فكان سائق اللودر الشاب، البالغ من العمر 27 عامًا، يشك في نوايا المهندس تجاهه، خاصة بعدما علم أن فادي يقوم بما وصفه في التحقيقات بعمل "أعمال سفلية" ضده. ينشر "مصراوي" من واقع تحقيقات النيابة العامة تفاصيل الواقعة التي رواها المتهم في اعترافاته، والتي تكشف ملابسات الحادثة، وبعد عدة جلسات تداولت خلالها مرافعات النيابة والدفاع وأقوال المتهم، قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد على المتهم، ومن جانبه، تقدم الدفاع بمذكرة استئناف على الحكم الصادر، مؤكداً أن القضية لم تُحسم بعد وأن التقاضي سيستمر في مراحل الاستئناف والنقض. ومن تحقيقات النيابة العامة التي حصل "مصراوي" على نسخة منها، روى المتهم تفاصيل الحادث قائلاً: "منذ صغري وأنا أعاني من مشاكل وأعمال سفلية من الجيران، ولم أستطع التخلص منها حتى الآن، وقبل عشرة أيام من الواقعة، رأيت المهندس فادي لأول مرة في موقع العمل، ولم أشعر بالراحة تجاهه، فحاولت تجنبه، وبعد فترة، اكتشفت أنه يقوم بأعمال سفلية ضدي، وشعرت بأنه ينظر إليّ ويتحدث عني، ويريد إبعادي من العمل". وأضاف: "يوم الواقعة وجدت المهندس يسير وحده، فقادمت نحوه باللودر وصدمت صدره بسكين اللودر من الناحية اليمنى، ليسقط على ظهره، وبعدها رفعت السكين وقلبتها ثم نزلت بها مرتين على صدره، حتى تأكدت من وفاته عندما رأيت دماء تخرج من فمه." وعن طبيعة عمله في الموقع قال المتهم: "أنا سائق لودر أعمل باليومية، أُقلّب المواد مثل الرتش والرملة داخل الموقع." وحول سبب فعلته، أوضح: "لم تكن بيننا خلافات سابقة، لكني كنت أتحاشاه بعد أن تيقنت من قيامه بأعمال سفلية ضدي، وشعرت أنه يريد طردي من العمل، وفور تأكدي من ذلك، خطر في بالي قتله". وفي تطورات القضية، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها بالسجن المؤبد على المتهم "أدهم إمبابي"، وذلك بعد إدانته بقتل المهندس باستخدام جرافة معدة ثقيلة "لودر" داخل موقع الإنشاء. من جانبه، تقدم أحمد عاشور، دفاع المتهم، بمذكرة استئناف على الحكم، مؤكدًا أن القضية لم تصل لمرحلتها النهائية، وأنهم مستمرون في مراحلي التقاضي أمام محكمة الاستئناف ومحكمة النقض.