مفاجأة صادمة- عقار شهير لإنقاص الوزن يهدد بالعمى

يعتمد الكثير من الأشخاص على الأدوية لإنقاص الوزن، وبالرغم من النتائج الملحوظة لتلك الأدوية، إلا أنها تسبب الكثير من المضاعفات الصحية، ومؤخرًا كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة وطيدة بين عقار لإنقاص الوزن والتسبب في العمى.
ووفقًا لموقع "روسيا اليوم"، ارتبطت جرعات حقن سيماجلوتايد، والتي تباع تحت الأسماء التجارية أوزمبيك، وويجوفي، ورويبلسيس، بمشكلة صحية في العين، وهي الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني.
ووجد الباحثون، أن مرضى السكري الذين وصف لهم عقار سيماجلوتايد كانوا أكثر عرضة بأربع مرات لتشخيص الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني.
وفي الوقت نفسه، فإن أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، الذين وصفت لهم هذه الأدوية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحالة أكثر بسبع مرات من أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى لإنقاص الوزن.
اقرأ أيضًا: ليفاسيل للتخسيس- كيف يُنقص الوزن؟
ما هو الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني؟
ويحدث الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني، وهو أمر غير شائع، بسبب نقص تدفق الدم الكافي إلى العصب البصري. وقد يعاني المصابون به عادة من فقدان البصر المفاجئ في عين واحدة، دون أي ألم، وغالبا ما يلاحظ المرضى المشكلة عند الاستيقاظ.
وقد يسبب الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني ظهور بقع داكنة حول العين، وفقدان تدريجي للرؤية في أحد العينين، ولا توجد علاجات حالية للاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني، ولا تتحسن الرؤية غالبا.
وقال جوزيف ريزو، أستاذ طب العيون في كلية الطب بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، الذي قاد الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة JAMA Ophthalmology: "لقد انتشر استخدام هذه الأدوية في جميع أنحاء البلدان الصناعية وقد وفرت فوائد كبيرة جدا بعدة طرق، لكن المناقشات المستقبلية بين المريض وطبيبه يجب أن تشمل الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني باعتباره خطرا محتملا. لكن من المهم أن نقدر أن الخطر المتزايد يتعلق باضطراب غير شائع نسبيا".
ويشير البروفيسور ريزو إلى أن فقدان البصر الناجم عن الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني غير مؤلم ويمكن أن يتطور على مدى عدة أيام قبل أن يستقر.
وقرر ريزو وزملاؤه التحقيق في وجود صلة محتملة بين "سيماجلوتايد" واعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني في الصيف الماضي بعد أن تم تشخيص ثلاثة مرضى بفقدان البصر الناجم عن اعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني في أسبوع واحد وكان جميعهم يستخدمون عقار سيماجلوتايد.
نتائج الدراسة
وللتحقق من الروابط المحتملة، قام الفريق بفحص بيانات أكثر من 16 ألف مريض من مستشفى تعليمي بجامعة هارفارد تم علاجهم على مدى ست سنوات. وقارنو المرضى الذين تلقوا وصفات طبية لعقار "سيماجلوتايد" مع أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى لمرض السكري أو أدوية إنقاص الوزن.
ومن بين 16827 مريضا، كان 710 منهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وتم وصف سيماجلوتايد ل 194 منهم. وكان نحو 979 مريضا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتم وصف سيماجلوتايد ل 361 منهم.
وفي المصابين بداء السكري من النوع الثاني، حدثت 17 حالة اعتلال عصبي بصري في المرضى الذين وصف لهم عقار "سيماجلوتايد" مقارنة بستة أحداث في أدوية السكري الأخرى.
ووجد الباحثون أنه على مدار ثلاث سنوات، كان 8.9% من الأشخاص الذين يتناولون عقار سيماجلوتايد مصابين بالاعتلال العصبي البصري مقارنة بنسبة 1.8% الذين يتناولون الأدوية الأخرى.
وفي الوقت نفسه، في المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حدثت 20 حالة اعتلال عصبي بصري إقفاري أمامي غير شرياني في الأشخاص الذين وصف لهم "سيماغلوتايد"، مقارنة بثلاثة في أدوية أخرى.
وقال الباحثون كذلك إن هناك حاجة لدراسات أكبر، حيث أن عدد حالات الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني التي شوهدت خلال فترة الدراسة التي استمرت ست سنوات كانت صغيرة نسبيا.
وقال البروفيسور ريزو: "ينبغي النظر إلى النتائج التي توصلنا إليها على أنها مهمة ولكنها مؤقتة، حيث أن هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفحص هذه الأسئلة في عدد أكبر بكثير وأكثر تنوعا من السكان".
قد يهمك: هيئة الدواء تحذر من أدوية إنقاص الوزن