هل تداري إسرائيل عجزًا حقيقيًا؟.. تهديد نووي وتسريب اجتماع مغلق

مر أسبوع على تصريح أدلى به وزير التراث في الحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو، حول طرح استخدام السلاح النووي في قطاع غزة، ليخرج بعدها تسريب صوتي مسجل مسرب من اجتماع سري لوزير العمل حول أزمة اقتصادية، ليظهر على السطح سؤال حول مدى تأثير الحرب على إسرائيل وهل تداري بالفعل عجزًا ميدانيًا في غزة يعضدها تأثير اقتصادي؟
عميحاي إلياهو يحلم ببناء مستوطنات في غزة
وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، الذي أثار الجدل بتصريحاته حول استخدام قنبلة نووية في قطاع غزة، ينتمي لحزب "عوتسما يهوديت".
يعتبر حزب عوتسما يهوديت من الأحزاب السياسية المحسوبة على اليمين المتطرف في إسرائيل، والذي دائمًا ما يتبنى سياسات مناهضة للفلسطينيين، ويدعم توسيع المستوطنات. التصريحات المثيرة للجدل، والتي أطلقها عميحاي إلياهو، لم تقتصر فقط على استخدام السلاح النووي في قطاع غزة، وإبادة الفلسطينيين داخل فقط، بل امتدت لمحاور أخرى.
خلال تصريحاته التي نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تطرق الوزير إلياهو إلى عمليات الجيش الإسرائيلي، معبرًا عن إحباطه وعدم رضاه بنسبة 100% عن أداء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة حتى الآن. ما قاله الوزير الإسرائيلي خلال مقابلة له مع راديو كول بيراما، ونقلتها الصحيفة العبرية، نص أيضًا على أن "قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلينا إعادة إقامة المستوطنات فيه، ولا مكان لقطاع". على خطى حزبه اليميني المتطرف، تطرق وزير التراث الإسرائيلي إلى أن "أي شخص يلوّح بعلم فلسطين أو علم حماس ينبغي أن يقتل ولا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض، وأطمح أن نعود بعد الحرب إلى إقامة المستوطنات في قطاع غزة".
نتنياهو يحاول تدارك الموقف
في أول رد فعل له على تصريحات الوزير عميحاي إلياهو، قرر بنيامين نتنياهو تعليق مشاركته في اجتماعات الحكومة، واصفًا تلك التصريحات ب"غير المسئولة والمنفصلة عن الواقع".
يائير لبيد زعيم المعارضة الإسرائيلية علق أيضًا على تصريح إلياهو، ووصفه بال"الصادم والمجنون من وزير غير مسؤول.
"زعيم المعارضة أيضًا لوح بورقة الأسرى لدى حماس عقب تصريح الوزير: "لقد أساء إلى عائلات الأسرى، وآذى المجتمع، وأضر بمكانتنا الدولية".
أهالي الأسرى الإسرائيلين يعلقون على التصريحات
عقب تصريحات الوزير إلياهو، عبر أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، عن اعتراضهم على مقترحاته، واصفين إياها بالتعارض مع الأخلاق والضمير.
رد الفعل الذي نقلته عن أهالي الأسرى، القناة ال"12 الإسرائيلية" اتهم الوزير عميحاي إلياهو بالإضرار بالأسرى وعدم وضعهم في الاعتبار.
حماس: يجب أخذ تصريحات الوزير على محمل الجد
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علقت على تصريحات الوزير الإسرائيلي، ودعت إلى أخذ تلك التصريحات المتطرفة على محمل الجد.
وعلى لسان المتحدث باسمها، وصفت حماس تصريحات إلياهو بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة بأنها: "نازية تعكس الإرهاب غير المسبوق الذي تمارسه هذه الحكومة".
تقديرات الخسائر الاقتصادية في سياق مختلف خارج الحرب الميدانية الدائرة في قطاع غزة والغارات العدوانية، تنتظر حكومة الائتلاف بقيادة بنيامين نتنياهو، إقرار الموازنة المالية الجديدة، والتي تحدث عنها وزير المالية في التسريب الصوتي المنسوب له، بما تشكله من معضلة أمام حكومة الاحتلال.
الوزير الإسرائيلي في حكومة نتنياهو تحد عن ما أسماه ب"البيروقراطية في التعامل مع الصرف في الأموال اللازمة للعملية العسكرية"، وانتقد الحديث عن صرف الأموال خلال تلك الفترة والطرق التي تتم بها.
وزير المالية الإسرائيلي تحدث عن ما وصفه ب"الثقة في آداء الحكومة، وصواب المصارف التي يتم إنفاق المال فيها، بما في ذلك الموجه لإحدى المؤسسات التي تتعامل مع القتلى من الجانب الإسرائيلي، وإخلائهم من مواقع القتال في غزة.
هل فقدت إسرائيل السيطرة الميدانية؟ تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، ربطها البعض على شبكات التواصل الاجتماعي بالبيانات المتتالية من أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس الفلسطينية، والتي يتحدث فيها حول الوضع على الأرض.
يرصد الملثم أبو عبيدة خلال تصريحات التي تحظى بمتابعة واسعة عبر السوشيال ميديا، خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعدم قدرتها على التقدم ميدانيًا داخل قطاع غزة المحاصر، وتكبده خسائر فادحة.
مقاطع الفيديو المسربة لأحد اجتماعات قيادات إسرائيلية مع أعضاء في الكنيست الأسبوع الماضي، وظهر البعض منهم باكيًا بعد الاطلاع على الخسائر الحقيقية لقتلى جيش الاحتلال، لم يكن بعيدًا أيضًا عن حسابات التواصل الاجتماعي، التي ربطت بين تهديد الوزير الإسرائيلي والخسائر المادية والبشرية في صفوف جيش إسرائيل على مشارف وداخل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم.
أعداد قتلى الاحتلال بين تصريحات إسرائيل و"لدغات رفاق" أبو عبيدة السيطرة الميدانية على الأرض داخل قطاع غزة، لا تزال هي كلمة السر التي يحاول الاحتلال الترويج لها عبر مقاطع فيديو وصور ينشرها لتوغل دبابات ومدرعات وجرافات داخل القطاع، يصفها محللون على أنها مجرد دعايات لرفع الروح المعنوية للجنود والدعاية الشعبية في أوساط الإسرائيليين.
على الجانب المقابل يخرج الملثم أبو عبيدة في بياناته المدعمة بمقاطع مصورة لعمليات قنص وتدمير في شوارع وطرق غزة، متحدثًا عن أرقام في عدد القتلى أضعاف ما يعترف به الاحتلال في بيانات المتحدث باسم جيشه.
على جانب آخر تخرج وسائل إعلام عبرية لتنتقد الأداء الحكومي لزملاء نتنياهو ومجلس حربه المصغر، ما دفع قادة إسرائيل للحد من نشر معلومات أو بيانات المتحدس باسم كتائب القسام أو حركة حماس في الأوساط العبرية.
رغم التضييق الإسرائيلي على نشر تفاصيل ما يتحدث به أبو عبيدة ورفاقه خرج موقع "والاه" العبري، عبر تغريدة على شبكة "X" "تويتر سابقًا"، جاء فيها فيه: "قال جنود يشاركون في القتال داخل غزة؛ إن مقاتلي حماس يستخدمون تكتيكاً يدعى "اللدغة"، حيث يقومون بالخروج من بين أعمدة المباني المدمرة والأنفاق؛ يطلقون قذائف وصواريخ مضادة للدبابات، ومن ثم يختفون من المكان، ما يصعب على الطائرات رصدهم".
وما بين التهديد باللجوء إلى السلاح النووي التسريب المنسوب لوزير المالية الإسرائيلي في اجتماع سري، مع بيانات الملثم أبو عبيدة، وتراجع حاد في الدعم الدولي لإسرائيل مع استثناء حكومات معدودة يتقدمها الرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن مع بريطانيا وفرنسا، يظل السؤال حول اليد العليا على الأرض في قطاع غزة.