اعتداءات إسرائيلية سافرة على الشعب الفلسطيني.. غضب برلماني ومطالبات بموقف عربي موحد

بدأ مجلس النواب جلسته الافتتاحية اليوم، على غير العادة، ببيان مهم من رئيس المجلس؛ ندد فيه بالاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني.
وأبدى أعضاء مجلس النواب غضبهم ورفضهم التام الاعتداءات الغاشمة من الكيان الإسرائيلي على مدينة جنين الفلسطينية، قائلين إن ما يحدث هو تعدٍّ على جميع الأعراف، واعتداء على الإنسانية، ودعوا إلى تكاتف الجهود لحماية المواطنين الفلسطينيين.
وأشاد أعضاء المجلس بالقيادة السياسية التي لم تتخلَّ يومًا عن القضية الفلسطينية. وناشد المجلس الأطرافَ الفاعلة دوليًّا بسرعة التدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات.
وافتتح المستشار الدكتور حنفي جبالي الجلسة، قائلًا: إن قوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة ما زالت تنتهك أحكام القانون الدولي، والشرعية الدولية، وحرمة المدنيين الآمنين، فقد شاهدنا جميعًا العدوانَ الغاشم الذي شنه الكيان الإسرائيلي المحتل على مدينة جنين الفلسطينية ومخيّمِها، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، ولم يقف عند هذا الحد، بل أغارَ بلا هوادة على مدينة غزة، وشدد حصاره على مدينة القدس.
وأضاف جبالي: من تحت قبة مجلس النواب المصري، يدينُ نواب الشعب ويرفضون بأشد العبارات والمعاني الاعتداءات الإسرائيلية السافرة والمتكررة ضد المدن الفلسطينية، ويحذرون من التداعيات الخطيرة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، والتي لن ينتُجَ عنها سوى إذكاء نيران الاحتقان، وتوسيع دائرة العنف بين الطرفين، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، كما أنها لا تعيق المساعي المصرية والإقليمية والدولية فقط، بل ترتد بها للخلف خطوات وخطوات؛ المساعي التي تنشد دومًا خفضَ حالة التوتر في الأراضي المُحتلة.
وتابع جبالي: ويؤكد مجلس النواب المصري ضرورة وقف الحملات المتكررة والمتصاعدة ضد المدنيين الفلسطينيين، ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصولَ إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وَفقًا لقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن.
وقال رئيس المجلس: ويناشدُ المجلس الأطرافَ الفاعلة دوليًّا بسرعة التدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات وتوفير الحماية المناسبة للشعب الفلسطيني التي فرضتها قواعدُ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية.
ووصف النائب مصطفى بكري، الأحداث التي تشهدها مدينة جنين الفلسطينية، بالمؤامرة ضد الإنسانية، مؤكدًا أن معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة، فضلًا عن تدمير للبنية التحتية" مضيفًا:" المؤامرة كبيرة ويجب تفعيل قرارات تضمن حماية الشعب الفلسطيني".
وأضاف بكري: الكل تراخى، وموقف مصر دائمًا ثابت إزاء القضية الفلسطينية، داعيًا إلى اتخاذ مواقف سريعة إزاء اعتداء إسرائيل، مقترحًا تجميد العلاقات.
وقال بكري: "نناشد حركة حماس أن تتوقف عن العبث؛ حتى تستطيع السلطة الفلسطينية مواجهة ما يحدث في جنين"، مطالبًا بأن تستمر مصر في دورها.
وطالب النائب أشرف رشاد الشريف زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بتدخل دولي وقانوني لحماية الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي على المدنيين.
ووجه الشريف الشكر إلى رئيس مجلس النواب على البيان الصادر باسم المجلس الذين يدين العدوان، ووجه التحية للقيادة السياسية المصرية التي لم تتخل عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر دومًا راعي القضية الفلسطينية.
وطالب زعيم الأغلبية بتدخل بشكل دولي وقانوني لحماية أهلنا في فلسطين؛ لأن ما يحدث تعدى جميع الأعراف الإنسانية، مؤكدًا أنه ليس اعتداء على دين ولكنه اعتداء على الإنسانية، وقال "يتحتم على الجميع تكاتف الجهود وحماية أهلنا في فلسطين".
وقال النائب أحمد خليل، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، إن ما يحدث "إجرام مبين وكأنها صفعة وصيحة تقول إن هؤلاء الظلمة المعتدين ليس لهم أي حل إلا المواجهة الكاملة".
واعتبر خليل أن العدوان على جنين "بالونة اختبار إذا نجحت الإبادة ربما ينتقل إلى رام الله ونابلس وربما تتسارع الخطوات".
وقال النائب: "نطالب بمزيد من الخطوات التي توقف هذا الإجرام عند حده، هذه الخطوة مختلفة في الأسلوب والحجم والكيف وطريقة التناول، هذا إجرام يعلن للجميع أن اليهود أشد الناس عداوة".
وطالب النائب ضياء الدين داود، بتغيير المفاهيم حول علاقتنا في التعامل مع القضية الفلسطينية، قائلًا: أثبتت الأيام في السنوات العشر الأخيرة أن هذه اللغة ليس لها محل من الإعراب؛ فعندما انعزلنا عن إفريقيا كان سد النهضة، وعندما انعزلنا عن وطننا العربي بدأت تتساقط العواصم العربية العاصمة تلو الأخرى.
وقال داود: جميعنا يتمسك بفلسطين وعاصمتها القدس كاملة وليس القدس الشرقية فقط، متابعًا: القدس من البحر إلى النهر عاصمة لفلسطين.
وتابع النائب: يجب أن تقف مصر أمام تطبيع مذل مع الكيان الصهيوني لبعض الدول العربية دون فائدة أو مقدمات أو أسباب وهو ما يؤثر على مصر ودورها الإقليمي، مؤكدًا أن مصر بكل ما تمتلكه من إمكانات لا بد أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح في القضية الفلسطينية.
وقال النائب عمرو درويش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب: "فلسطين دولة عربية شقيقة عاصمتها القدس العربية الشريفة كاملة"، مضيفًا: "نحن نرى مسلسلًا وحشيًّا في فلسطين لم ينتهِ إلا بموقف عربي موحد".
وأشار درويش إلى أن موقف مصر الرسمي يتسق مع الشعب المصري، مضيفًا: "العدواني الصهيوني على الأشقاء لا يجب أن يمرر مرور الكرام، ومحاولات طمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس يجب أن نقف بشدة وحسم لمواجهتها".
وقال النائب إن التنكيل والقتل والتعذيب في الأشقاء بفلسطين يجب أن نقف وقفة حقيقية لمنعه، كما أن حالة الانقسام التي تشهدها فلسطين يجب أن يوضع لها حل نهائي لصالح القضية الفلسطينية، داعيًا إلى سرعة تفعيل دور جامعة الدول العربية.