مصرفيون: فتح شركات ناشئة حسابات بالخارج ليس لصعوبة التعامل مع بنوك مصر

قال مصرفيون إن فتح بعض الشركات الناشئة المصرية حسابات مصرفية خارج البلاد ومنها في بنك سيليكون فالي الأمريكي المنهار حديثا، يعود إلى رغبة المسؤولين عن هذه الشركات في تحقيق بعض الأهداف الخاصة بهم مثل التوسع أو الحصول على امتيازات أخرى، ولا علاقة لذلك بمدى صعوبة أو سهولة فتح الحسابات البنكية في مصر والتعامل مع البنوك.
ويأتي ذلك بعد أن أشار بعض المصادر العاملة في مجال ريادة الأعمال في مصر إلى أن عددا من الشركات الناشئة لديها حسابات مصرفية في بنك سيليكون فالي SVB، الذي يواجه أزمة مالية، مرجعة ذلك إلى سهولة فتح حسابات مصرفية في الخارج مقارنة بالبنوك المصرية.
وقال أحمد وادي، الشريك المؤسس لشركة "ماني فيللو" الناشئة، خلال مداخلة عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة قناة "ON"، أمس الأحد، إن "سيليكون فالي" من البنوك المفضلة للشركات الناشئة لسهولة إجراءات فتح الحسابات بالأخص شركات التكنولوجيا وتلجأ له الشركات الناشئة، فضلًا عن أدوات أخرى يوفرها البنك للعملاء.
وأضاف: "هناك نحو خمس أو ست شركات ناشئة في مصر نجحت في تحويل أموالها من البنك المفلس منذ يوم الخميس، ولم يتمكن البعض من سحب وتحويل أموالهم لتأخرهم في التحرك قبل نهاية الخميس".
وفي المقابل، قال مصرفيون، تحدث إليهم مصراوي، إن فتح حسابات مصرفية للشركات الناشئة في البنوك المصرية تتم بسهولة للغاية وبإجراءات مبسطة دون تعقيدات، كما تم طرح حلول تمويلية لهذه الشركات لتسهيل حصولها على قروض بسبب تخوف بعض البنوك من ارتفاع درجة مخاطر عدم السداد.
وانهار بنك سيليكون فالي الأمريكي خلال الأيام الماضية بعد تصاعد القلق بين المؤسسين والمستثمرين في رأس المال الاستثماري في وقت سابق من الأسبوع الماضي بعد أن فاجأ بنك سيليكون فالي السوق بإعلانه في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي أنه بحاجة إلى جمع 2.25 مليار دولار من الأسهم.
وقال البنك الأمريكي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إنه اضطر إلى بيع جميع سنداته المتاحة للبيع بخسارة 1.8 مليار دولار مع سحب عملائه المبتدئين الودائع، وهو ما دفع بعض المودعين إلى التكالب على سحب ودائعهم يوم الخميس الماضي مما أدى إلى انهيار عمليات البنك وهبوط حاد في أسعار الأسهم وصل إلى 60%، وإعلان السلطات الأمريكية إغلاق البنك في اليوم التالي.
وفي تحركات سريعة لحل الأزمة في أمريكا وخارجها خلال الساعات الأخيرة، أعلنت السلطات الأمريكية عددا من الخطوات لضمان أموال المودعين سواء في بنك سيليكون فالي المنهار أو في البنوك الأخرى تحسبا لأي ظروف قد تؤدي إلى تكرار أزمة انهيار هذا البنك.
وذكرت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع أن جميع المودعين المؤمن عليهم سيتمكنون من الوصول الكامل إلى ودائعهم المؤمنة في موعد أقصاه اليوم الاثنين 13 مارس 2023.
كما ستدفع مؤسسة التأمين على الودائع للمودعين غير المؤمن عليهم عائدا مقدما في غضون هذا الأسبوع، وسيحصل المودعون غير المؤمن عليهم على شهادة حراسة للمبلغ المتبقي من أموالهم غير المؤمن عليها، وفقا لبيانها.
وأعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس الأحد أنه سيوفر تمويلًا إضافيًا لمؤسسات الإيداع المؤهلة للمساعدة في ضمان أن البنوك لديها القدرة على تلبية احتياجات جميع المودعين، موضحا أن هذا الإجراء سيعزز قدرة النظام المصرفي على حماية الودائع وضمان التوفير المستمر للأموال والائتمان للاقتصاد.
كما أعلنت مجموعة بنك HSBC القابضة أن فرعها في المملكة المتحدة، "بنك HSBC UK" استحوذ على فرع بنك سيليكون فالي الأمريكية في بريطانيا (SVB UK) مقابل 1 جنيه إسترليني، بحسب بيان للمجموعة على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين.
وقال وليد ناجي، نائب رئيس البنك العقاري المصري، لمصراوي، إن فتح حسابات مصرفية للشركات الناشئة يتم بسهولة للغاية على مستوى كافة البنوك بصورة الرقم القومي، خاصة بعد توسعهم في دعم مبادرة الشمول المالي (جذب غير المتعاملين مع الجهاز المصرفي).
لكن فتح بعض الشركات الناشئة المصرية حسابات مصرفية في الخارج قد يرجع إلى رغبة هذه الشركات في التوسع أو حصولها على امتيازات أخرى تقدمها لها البنوك بالخارج باعتبار بعض هذه البنوك متخصصة في دعم الشركات الناشئة الرقمية، وليس بسبب صعوبة الإجراءات البنكية في مصر، وفق ما قاله وليد ناجي.
وذكر: "بدأنا في إتاحة فتح حسابات مصرفية للعملاء الحرفيين (النجار والكهربائي والسباك) والشركات متناهية الصغر التي ليس لها ورق رسمي من قبل عامين بعد تعليمات البنك المركزي فكيف نتشدد في فتح حسابات للشركات الناشئة التي تعمل بشكل قانوني وتأخذ اهتماما من المركزي؟".
كان البنك المركزي أصدر تعليمات للبنوك في مارس 2021 بتسهيل الإجراءات لفتح الحسابات بموجبها تمكن المنشآت متناهية الصغر وأصحاب الحرف والمهن الحرة فتح الحسابات باستخدام مستند تحقيق الشخصية الخاص بصاحب المنشأة أو بعض الشركاء تحت مسمى "نشاط اقتصادي" في حالة عدم توافر مقر ثابت أو مستندات رسمية.
وأوضح وليد ناجي أن الشركات الناشئة قد تكون تواجه بعض الصعوبات في الحصول على تمويلات من البنوك، بسبب ارتفاع درجة مخاطر عدم السداد باعتبارها شركة وليدة، ومع ذلك لا تتأخر البنوك في تقديم أي تمويل لشركة بعد دراسة الجدوى، وكذلك إيجاد المركزي حلولا تمويلية لهم.
وأشار إلى أن البنك المركزي وافق قبل نحو عام على إطلاق صندوق لدعم الابتكارات التكنولوجية بهدف دعم تمويل الشركات الناشئة وتسهيل إجراءات حصولها على تمويل بعيداً عن طول إجراءات التمويل في البنوك.
وأعلن البنك المركزي المصري موافقته قبل نهاية 2021 لتحالف بنكي على إطلاق صندوق دعم رؤوس أموال شركات التكنولوجيا المالية الناشئة برأس مال تجاوز مليار جنيه لدعم الشباب ومواكبة التطورات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية والذي يعد مستقبل الصناعة المصرفية والمالية في مصر والعالم.
وقال علاء عبد العزيز، مدير منطقة في البنك الزراعي المصري، لمصراوي، إن كافة الشركات الناشئة العاملة في مصر يتم فتح لها حسابات مصرفية بسهولة تامة دون أي عقبات خاصة تلك الشركات التي تحظى بتوافر المستندات المختلفة مثل (السجل التجاري والبطاقة الضريبية).
وأضاف أن أي شركة ناشئة تتمتع بكافة الخدمات المصرفية عقب فتح الحساب تحت اسم حساب (شركات) ممن إصدار دفتر شيكات وربط ودائع وطلب قروض وخلافه بشرط قدرتها على سداد القرض بحسب ما تظهره دراسة الجدوى.
كانت شركة كابيتر القابضة للتجارة الإلكترونية المتخصصة في خدمة التجار، إحدى الشركات الناشئة التي تعرضت لهزة مالية عنيفة العام الماضي وسط أنباء متضاربة وقتها عن هروب مؤسسيها خارج مصر، تسببت في حالة من الارتباك وزيادة تحوط البنوك قبل ضخ قروض للشركات الناشئة.
وقال رئيس تنفيذي لقطاع التجزئة المصرفية والفروع، في أحد البنوك الخاصة الكبرى، إن القطاع المصرفي وكل مؤسسات الدولة تسعى جاهدة لدعم ومساندة الشركات الناشئة في كافة المجالات، ولا توجد أي عقبات في تعاملها في مصر.
وأوضح: "تكفي مبادرة رواد النيل وما يتم فيها من مجهود كبير من عدة بنوك ومن البنك المركزي والمؤسسات الأخرى للنهوض، وتنمية أعمال الشركات"، كدليل على اهتمام القطاع المصرفي بالشركات الناشئة.
كان البنك المركزي أسس قبل 4 سنوات شركة فنتك إيجيبت "FinTech Egypt"- التابعة للبنك المركزي المصري- لدعم الشباب حيث أطلقت مبادرة FINTEKRS للشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية والقطاعات المغذية لها، بهدف نشر الوعي بمفاهيم التكنولوجيا المالية بين رواد الأعمال في المحافظات.
اقرأ أيضا:
مكافآت للموظفين وبيع أسهم.. ماذا حدث لبنك سيليكون فالي المنهار بأمريكا؟
تحالف بنكي يطلق صندوقاً بمليار جنيه لدعم شركات التكنولوجيا المالية