للتعافي من التحرش.. فاطمة تدشن مبادرة مجتمعية لمساعدة الناجيات

منذ سنوات أدركت فاطمة إبراهيم أهمية التوعية بآثار التحرش، غير أنها ظلت مُجرد فكرة في رأسها حتى العام الحالي، حيث دشنت مبادرة مجتمعية لمساعدة الناجيات من العنف الجنسي في الطفولة "لأن أثر التحرش اللي اتعرضوا ليه في طفولتهم، ممكن يعيشوا بيه طول حياتهم".
لا تعد فاطمة متخصصة في قضايا التحرش، أو معالجة نفسية، غير أنها بسبب تعرضها لتجربة مثيلة، وتمكنها من قراءة العديد من الكتب المعنية بالأمر باللغة الإنجليزية جعل لديها بعض المعرفة "ومن هنا حبيت إني مبخلش بالمعرفة اللي عندي"، ودشنت فاطمة حملتها على موقع الفيسبوك تحت عنوان "نوّر الصمت".
وعبر الحملة صنعت عديد من الفيديوهات التي تحدثت فيها عن نقاط عديدة، منها تأثير التجربة السيئة على المشاعر "فيه ستات بيكون عندها حالة غضب مزمنة أو خزي، ومبتكونش عارفة هو جاي من ايه؟"، كذلك تأثيره على الجسد وتقدير الذات، وتستند فاطمة على العديد من المراجع من أهمها كتاب "الشجاعة لتشفى"، وهو أحد المراجع الهامة لمساعدة الناجيات والناجين من العنف الجنسي في الطفولة.
تحاول فاطمة عبر مبادرتها سد الفجوة في صناعة المحتوى الخاص بآثار التحرش، وتتحدث عن ذلك "مفيش مراجع عربي للأسف، المتوفر فقط مراجع أجنبية لأن الدول الأجنبية تهتم بموضوع الصدمة النفسية".
وتشدد الحاصلة على ليسانس حقوق جامعة القاهرة وجامعة السوربون على أهمية وجود شبكة دعم حول الناجيات من العنف الجنسي في مرحلة الطفولة، كذلك تحاول عبر مبادرتها توضيح أهمية الرحلة العلاجية الخاصة بكل سيدة، وتقول عن ذلك "كل ست لازم تفهم إن العلاج النفسي ليها مختلف عن تجربة سيدة تانية، لأن كل شخص اتأثر بشكل مختلف".
وعبر عمر المبادرة المجتمعية إلى الآن تفاعل مع فاطمة العديد من السيدات، لكن بشكل شخصي، وليس معلنًا على صفحة الفيسبوك "وبأكدلهم إن الرحلة للتعافي من آثار التحرش شخصية، وإن لازم نظرتك لنفسك والآخرين تتغير مع الوقت".
لازالت المبادرة المجتمعية في بدايتها، لكن فاطمة تخطط للمرحلة القادمة في عمر المبادرة، منها صناعة فيديوهات عن أساليب علاجية جربتها شخصيًا، وتعاون فني نفسي يساعد السيدات في معالجة آثار التحرش "وهيكون دعوة للسيدات بالمشاركة مع الاحتفاظ بالخصوصية طبعًا".