قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه انطلاقا من كون الطفل ذخيرة المستقبل ورجل الغد وأمل الأوطان، تسعى كل الدول والمجتمعات أن توفر له كل أسباب الرقيّ، وتحيطه بمختلف أنواع الرعاية كى ينشأ سليم العقل والبدن. جاء ذلك خلال جلسة "الطفل في تماس مع القانون وكيفية التناول الإعلامي"، التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمقره بماسبيرو بالشراكة مع "يونيسيف". وأضاف جبر، أن مستقبل الأمم يكمن في مدى نجاحها فى رعاية أطفالها بطريقة سليمة، لأن رقي الأمم وتقدمها يقاس بمدى اهتمامها بأطفالها ورعايتهم، فكلما اتسعت المساحة المخصصة للأطفال فى الأفق الفكري لمجتمع ما، فذلك يعني أن هذا المجتمع قد وضع عينيه على المستقبل الذى تعبر إليه المجتمعات عبر استثمارها في الإنسان وتنميته. وشدد جبر على أن احترام الدولة لحقوق الأطفال، يمنحهم الكرامة الإنسانية والحرية من أجل تهيئتهم لخوض حياة الكبار، عن طريق إتاحة فرص المشاركة فى كافة المجالات المسموحة لهم. وأوضح أن اللقاء اليوم يأتي في إطار التعاون المثمر بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومنظمة اليونيسيف لمتابعة البروتوكول الموقع بيننا لحماية حقوق الطفل المصرى ودور الإعلام فى مواجهة قضايا وتحديات مشاكل الطفولة واستكمال النقاشات المرتبطة بخطة عمل المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق بالتدريب وورش العمل حول كيفية تطبيق مدونة السلوك الإعلامى للطفل فى مصر . وتأتي الجلسة، ضمن عدة جلسات من المقرر أن ينظمها المجلس، بمناسبة كود الطفل، وفي نهايتها سيتم تنظيم مسابقة لاختيار الأعمال الصحفية والإعلامية - أخبار وتقارير وروايات وبرامج - المتميزة المتعلقة بالطفل، ويتم منح الفائزين جوائز. وتناقش الجلسات دراسة وسائل تمكين الإعلاميين وتعريفهم بمفاهيم حقوق الطفل الأساسية، وكيفية تناول القضايا الخاصة بالطفل وفقاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية والدستور والتشريعات الوطنية، وكذلك العمل على رفع الوعى المجتمعي للأطفال وأسرهم من خلال الإعلام لتجنب مخالفة أبنائهم للقانون ودعم جهود الدولة فى حماية حقوق أطفالنا. وسيتم تنظيم ورش عمل تتعلق بالأعمال الفنية التي تُقدم للطفل وإنتاج دراما كارتونية لقربها من عقل الطفل وشغفه الدائم بها تسهم في اكتساب الصفات الحسنة، والتمسك بالقيم والعادات السليمة بعيدا عن الأعمال المستوردة التي تشجع على العنف. وأشار رئيس المجلس، بأنه سيتم مناقشة دور صناع الدراما بضرورة تجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات التي تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطي. وأوضح أن مدونة السلوك الإعلامي للطفل المصري تركز على ضرورة احترام الأطفال في المعاملة كأفراد كاملين يحق لهم التمتع بجميع الحقوق الإنسانية. وشدد رئيس المجلس على أنه لا يمكن اعتبار قضية التناول الإعلامي لحقوق الأطفال مجرد حدث بل هي عملية مستمرة حيث ينبغي على الإعلاميين مراعاة الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية عند تناول قضايا الأطفال والترويج المستمر لمبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وفي هذا السياق طالب كافة وسائل الإعلام ببذل مزيد من التعمق في تناول قضايا الطفل، وعدم الإفراط في التناول السطحي لهذه القضايا، بهدف إيجاد الحلول لهذه القضايا والمشكلات المتعلقة بالطفل. تابع قائلا: "الفترة المقبلة تتطلب ضرورة تسليط الضوء إعلاميا على قضايا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا على قضايا الأطفال في المناطق النائية والريفية والعشوائية، خاصة في ظل خصوصية الأوضاع المعيشية التي يعيشها هؤلاء الأطفال على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية" . وأكد أن مدونة السلوك الإعلامي للطفل المصري تهدف لضمان وجود ممارسات إعلامية مهنية تحترم حقوق الطفل وتسهم في رفع مستوى الوعي تجاه هذه الحقوق وتتيح الفرص للأطفال للتحدث عن أنفسهم وأمالهم ومخاوفهم بما يسهم في خلق جيل قوي مثقف وواع يخدم بلده ويساعد في بنائها ورقيها وتقدمها ويحضر الجلسة، د. سحر السنباطي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، وأحمد صبري ممثلا للمجلس القومي للطفولة والأمومة، والمستشار حسام الدين شاكر ممثلا عن مكتب النائب العام والقاضي علي منصور ممثلا عن مكتب وزير العدل، والمستشار محمد بيومي ممثلا عن وزارة العدل، وممثلين عن اليونسيف، وممثلين عن المؤسسة المصرية للنهوض - إيفاك، وعدد من الصحفيين والإعلاميين.