من المعلوم أن الشريعة الإسلامية بسماحتها جعلت للمسلم رخصا يأخذ بها عند الحاجة، وذلك رفعا للحرج ودفعا للضرر عنه، قال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}. واعتبر العلماء الرخص هي الأحكام الاستثنائية التي تأتي على غير الأصل تيسيرا على الناس، كالسفر والمرض. ومن هذه الرخص، جواز الفطر في رمضان للمسافر وقصر الصلاة الرباعية، فمن كان على سفر وأفطر فله ذلك، ولا حرج عليه، حتى ولو لم تكن هناك مشقة. ولكن ما الأفضل للمسافر: يصوم أم يفطر؟ تقول دار الإفتاء المصرية إن الأفضل للمسافر هو الفطر، وإن صام فلا حرج عليه، والدليل على ذلك، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". ولقوله (عليه الصلاة والسلام): "ليس من البر الصيام في السفر". وحول المسافة الواجبة لرخصة الفطر، أكدت لجنة الفتوى بالدار أن الشرع الشريف قد أناط رخصة الفطر في السفر بتحقق قطع مسافة قصر وجمع الصلاة وهي 85 كم، دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة؛ فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفى انتفت. أمَّا المشقة فهي حكمة غير منضبطة؛ لأنها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها، ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجودًا وعدمًا؛ قال تعالى ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة 185].. وحول حكم من يداوم على السفر نظرًا لطبيعة عمله كالسائقين والبحارة وقائدي الطائرات، وهل يُرَخَّصُ لهم الفطر، أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في أحد لقاءاته على فضائية صدى البلد، أنه يجوز الفطر لمن يسافر مسافة تزيد عن مسافة القصر، سواء بسبب سفره أو بسبب مهنته، بغض النظر عن الوسيلة، فالعبرة بقطع المسافات وليس الوسيلة المستخدمة. اقرأ أيضًا: "لا إفطار للمسافرين بالطائرة حتى تغرب الشمس أمامهم".. المفتي يوضح 4 أحكام عن رخصة الإفطار للمسافر
