محمد رمضان كان شابًا في بداية العشرينيات عندما طرق أبوابًا لمخرجين وريجسيرات باحثًا عن فرصة ولم يجدها. حتى جاءته الفرصة عبر دور صغير في مسرحية للراحل سعيد صالح، ليتقاضى خمسين جنيها في اليوم الواحد. ثم غابت عنه الفرصة مرة أخرى حتى شارك بدورين صغيرين في مسلسلين عام 2006. - لقراءة قصتنا "أصل الأسطورة".. اضغط هنا تلك البداية الصعبة المليئة بالدراما، والتي دارت وقائعها في حي المنيب جنوبالجيزة، كان من شأنها أن تمنعه عن صناعة مشاهد بين الحين والآخر تحولت إلى أزمات، وآخرها ظهورها في حمام سباحة وسط دولارات في الماء بعدحكم القضاء بتعويض 6 ملايين جنيه للطيار أشرف أبو اليسر صاحب الفيديو الشهير الذي ظهر فيه رمضان وهو يقود الطائرة. View this post on Instagram A post shared by Mohamed Ramadan (@mohamedramadanws) لم يكن هذا الموقف الأول الذي اعتبره معظم المتابعين "مستفزًا" وأثار جدلا. فكانت البداية مع نشره صورًا لسياراته الفارهة. ثم لازم الجدل في معظم مرات ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي،للدرجة التي صار فيها الجدل حول رمضان نفسه وليس لأفعاله أو مواقفه أو سلوكياته أو الإشارات التي يرسلها عبر حساباته الشخصية. يعتبر البعض ذروة الجدل حول رمضان كانت قصته في شهر فبراير العام الماضي؛ عندما تفاقمت أزمة الطيار أبواليسر الذي سمح لرمضان بالدخول إلى كابينة الطائرة والتصوير فيها بل وقيادتها. جاء رد رمضان مرتبكًا بعض الشيء؛ فحذف ثلاث مرات ما ينشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: الأولى كانت فيديو يسرد فيه للجمهور تفاصيل ما حدث بينهما، موضحًا طلب الطيار تعويضًا 9 ملايين ونصف المليون جنيه، والثانية منشور يظهر فيه وهو يُجري عملية مُعلقًا عليها: "الدكتور اللي صورني وقفوه عن العمل مدى الحياة"، في إشارة إلى العقوبة التي حصل عليها الطيار . والثالثة فيديو داخل مبنى التليفزيون المصري خلال كواليس حلقته مع الإعلامي وائل الإبراشي التي دارت حول هذه الأزمة، واقترن الفيديو بأغنيه له تحمل كلماتها معاني محددة تدعمها اللقطات المعروضة: الجميع يلتف حوله ويريد التصوير معه، وبالطبع يظهر شاهرًا أصبعه بعلامة "نمبر وان". تأكيدًا لما قاله خلال الحلقة نفسها: "كل المنتقدين هم نقطة في بحر جمهوري". في هذا الوقت؛ واجه رمضان لأول مرة حملة قوية ضد موقفه من الطيار وما استتتبعه من تطورات، ودعت إلى مقاطعته. وتفاعل مع هذه الحملة أكثر من 67 ألف مستخدم، وكانت الفئة الأكثر مشاركة من 25 إلى 34 عامًا تليها الفئة الأصغر من 18 ل24 عاما- بحسب أداة Talk walker، وهو جمهوره الذي يستهدف الوصول إليه دائمًا، والذي يشكل غالبية حاضري حفلاته. أستاذ الإعلام، صفوت العالم، يرى "أن هذه الحملات قد تؤثر وقد لا تؤثر، لأنه عادة ما يكون الرأي المعلن مختلفا عن السلوك الفعلي على أرض الواقع، تحديدًا من جانب الفئة الأصغر سنًا". بيانات الهاشتاج بحسب ما أظهرته أداة "Talk walker" وعلى ما يبدو، لم تتأثر أعداد متابعي حساب رمضان على "إنستجرام" ومشتركي قناته على "يوتيوب" بتلك الحملة؛ حيث توضح بيانات توفرها أداة "social blade" المتخصصة في تحليل مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدد متابعي حسابه على "إنستجرام"؛ زادوا خلال شهر فبراير نحو 256 ألف شخص، واستمرت الزيادة لشهرين حتى حدثت قفزة في شهر مايو، ووصلوا إلى مليون شخص. كذلك قناته، التي بدأت عام 2014، حيث زادت في الأشهر نفسها أكثر من مليون ونصف مشترك. "الزيادة في نسب المتابعة أو المشاهدة، لا تعني بالضرورة أنها تخص جمهور يحب رمضان؛ فقد يكون لها أسباب أخرى كالفضول وحب الاستطلاع خاصة وقت الجدل وحملات المقاطعة"، يقول صفوت العالم، الذي يشير إلى أن جميع المواد متاحة وسهلة الوصول أمام الناس وقد تكون متابعتهم مؤقتة. لكن رمضان يُرجع جميعها إلى أنها "مصدر قوته". ففي الوقت الذي صعد فيه- لأول مرة- هاشتاج "#قاطعوا_محمد_رمضان"؛ خرج ليقلل من تأثيره: "#قاطعوا_محمد_رمضان في نفس يوم احتفالي بقناتي على يوتيوب بكسر حاجز ال2مليار و450 مليون مشاهدة في وقت قياسي، رقم واحد دي إرادة ربنا مش إرادة تويتر". بالتزامن مع الحملة، أصدر الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، قرارًا بمنع مطربي المهرجانات من الغناء، كذلك محمد رمضان الذي لم توافق النقابة على حفلته، وهو ما رد عليه بقراره أنه "لن يغني مرة أخرى في مصر، وسيقيم حفلاته بالخارج". وقد أجرى "مصراوي" استطلاعا للجمهور ، آنذاك، لمعرفة رأيهم في هذا القرار، وأيده 87% من المشاركين. وصل رمضان إلى النقطة الثانية في رحلة الانتقادات بعد 9 أشهر؛ والتي اعترف فيها لأول مرة بعدم مساندة الجمهور له. خلال تلك الأشهر أغرق فيها حسابه على "إنستجرام" بصور الطائرات الخاصة، أصدر 6 أغنيات ومسلسل واحد ولم يقم بأي فيلم رغم أنه أعلن من قبل رغبته في تكوين مكتبة سينمائية ضخمة، لذلك كان يقوم ببطولة فيلمين كل عام. ظهرت الحملة الثانية ضده خلال نفس العام، والتي تهدف إلى مقاطعته أيضًا لكن هذه المرة بسبب صورته وهو يحتضن المطرب الإسرائيلي المعروف عومير آدم في دبي، وسط جدل واسع بوسط اتهامات ب"الخيانة والتطبيع" ودفاع البعض الذين يرونه "أمرًا طبيعيًا" في ظل حالة السلام مع إسرائيل. وعليه؛ قرر الاتحاد العام للنقابات الفنية وقفه مؤقتا عن العمل لحين التحقيق معه، وتم إلغاء مسلسله لشهر رمضان قبل أن يعود مرة أخرى بعد انتهاء التحقيق. وفي رده على الانتقادات، قال رمضان إنه "لا يسأل عن بلد الشخص الذي يلتقط معه الصورة.. والهدف من الهجوم الكبير عليه هو محاولة لإيقاف نجاحه، ولا علاقة له بالقضية الفلسطينية". إلا أن دفاعه ربما لم يُجدِ نفعًا كما يبدو؛ فقد شهدت أعداد المشتركين الجدد بقناته على "يوتيوب" تراجعًا لدرجة أن نوفمبر سجل أقل عدد منذ 2018، وكذلك في عدد المشاهدات إجمالا، وبالمثل كان حسابه على "إنستجرام". بيانات قناة اليوتيوب وحساب الإنستجرام بحسبما أظهرته أداة "Social blade" بلغ رمضان النقطة الثالثة في أزماته وكانت هذه المرة مع الفنانة لبنى ونس، التي هاجمته بسبب إصابات تعرض لها نجلها أثناء تصوير إعلان أحد الألعاب معه، مؤكدة أنه تم زرع قنبلة قريبة من ابنها دون علمه، وأشارت إلى أن رمضان كان على عِلم، لأنه نجم العمل. رد رمضان وقتها بنشر صورة لإصابته هو الآخر أثناء تصويره نفس الإعلان: "دي إصابتي البسيطة اللي إعلام بلدي تجاهلها تماماً ومنهم عمرو أديب اللي فتح عليّ النار بتهمة ليس لي دخل بها، وهي إصابة يوسف ابن زميلتي وصديقتي لبنى ونس.. ألف حمد لله على سلامتك يا يوسف، وشكراً لجمهوري على دعائكم ودعمكم والحمد لله لم أنقطع عن تصوير أعمالي". View this post on Instagram A post shared by Mohamed Ramadan (@mohamedramadanws) وبأسرع مما نتوقع، وصل رمضان إلى النقطة الرابعة هذا الشهر مع إيقاف مسلسل الملك أحمس لحين دراسته تاريخيًا. إذ دخل رمضان على خط الأزمة رغم انشغاله بتصوير مسلسله الجديد "موسى"، وأثار جدلاً واسعًا بعدما أعلن عن استعداده لبطولة فيلم عن الملك أحمس، على أن يخرج للنور في عام 2023. مجددًا، يثير رمضان غضب زملاؤه الذين تضامنوا مع الفنان عمرو يوسف، بطل العمل. كان منهم الفنان أحمد فلوكس الذي كتب عبر حسابه على "إنستجرام": "للفنانين زمان وحتي وقت قريب كان يوجد أعراف بينهم.. العرف بتاع مهنتنا أساسه الرجولة والأصول والصح.. أصول الفن مش النشل". كما نقل المخرج عمرو سلامة قول المخرج شريف عرفة حول الأمر: "أستاذ شريف لا يملك حسابات إلكترونية، فأبلغني بأن أنشر تكذيبا للخبر السخيف الذي يقول إنه سيُخرج فيلم أحمس، فهو لا يعلم شيئا عن الموضوع، وليس هو من يستفيد من ابتلاء زملائه". View this post on Instagram A post shared by Mohamed Ramadan (@mohamedramadanws) وبعد أيام قليلة، دخل رمضان في محطته الخامسة والأخيرة – حتى الآن – عندما نشر فيديوهين يلقي فيهما أوراقا تشبه النقود في حمام السباحة وعلى الأرض، ذلك بعد ساعات من إلزام المحكمة الاقتصادية له بدفع تعويض قدره 6 ملايين جنيه مصري للطيار أشرف أبو اليسر، لتسببه في فصله من الوظيفة. وحصد الفيديو الأول، 7 ثوانٍ، حوالي 1.8 مليون مشاهدة وأكثر من 16 ألف تعليق. وجاءت أغلب ردود الفعل عليه سلبية وتصفه ب"الغرور". كل هذه الأرقام والتعليقات وما يحدث داخل عالم السوشيال ميديا يتابعه رمضان بنفسه. هو من يقترح على محمود رمضان (أخيه ومدير أعماله) ومعداوي مسؤول السوشيال ميديا الخاص به ما يمكن نشره أو يعطي إشارة خضراء على ما يقترحانه عليه، بحسب أخيه والمقربين منه في وقت سابق ل"مصراوي": "يستمع إلى الجميع لكنه صاحب القرار الأخير". ويتطلب ذلك، بحسب أستاذ الإعلام، صفوت العالم، "وعيا وثقافة في التعامل وإدارة الحسابات أو الاعتماد على أشخاص لديهم خبرة". ولأن رمضان كان مغرمًا بكرة القدم يومًا؛ فبالتأكيد يعرف ذلك، ويدرك أن الفن مثل الكرة هو لعبة غير مضمونة النتائج ما لم ينتبه لخطاه فيها. جرافيك مواقف أخرى لرمضان أثارت الجدل مواقف أخرى لرمضان أثارت الجدل يونيو 2017 نشر صور شيكين بنكيين بقيمة 3 ملايين جنية قال إنه تبرع بهما لصالح مؤسسات خيرية تواجه مرض السرطان يونيو 2018 نشر مقطع فيديو ظهر فيه داخل سيارته الفاخرة يتحدث عن نجاحه في السباق الرمضاني: "الحمد لله على أعلى نسبة مشاهدة لنسر الصعيد... إياك تفكر تسبق الفيراري... ثقة في الله نجاح ولا عزاء للأغبياء" ثم أصدر فيديو كليب بعنوان "نمبر وان" يليه آخر بعنوان "أنا الملك" وهذا ما أثار غضب وانتقاد عدد من الإعلاميين والفنانين له إبريل 2019 قام بحفل غنائي استعراضي ارتدى فيه ملابس اعتبرها البعض تخالف تقاليد وعادات الفنانين المصريين وتُظهر الجزء العلوي من جسده عاريا