"كنت بجرب الطبنجة".. كواليس جريمة ولاد العم على جزيرة مهجورة بالصف

على ضفاف جزيرة شبه مهجورة بين مركزي العياط والصف جنوب الجيزة، سالت دماء صياد دفع حياته ثمنا لطلقة طائشة من طبنجة ابن عمه في أثناء تجربته للسلاح.
ذات يوم اصطحب رجل يبلغ من العمر 42 سنة ابن عمه "32 سنة" في رحلة لصيد الأسماك في جزيرة لا يتردد عليها كثيرون.
جلس الثلاثيني على حافة النهر قبل أن يتنامى إلى مسماعه صوت إطلاق نار. انتفض الصياد واقفا ليتلقى عيارا ناريا في الرقبة سقط على إثره تسيل منه الدماء.
أسرع ابن عمه وصيادون بنقله إلى مستشفى الصف المركزي في محاولة لإنقاذه لكنه وصل جثة هامدة.
أبلغ مسؤولو النقطة الملحقة بالمستشفى العقيد أحمد حمدي مأمور قسم شرطة الصف الذي أخطر وحدة المباحث.
توجيهات سريعة من العميد أحمد الوتيدي رئيس قطاع جنوب الجيزة لرجال البحث الجنائي تنسيقا مع قطاع الأمن العام؛ للوقوف على ملابسات مقتل صياد مُقيم بقرية الكداية فى أطفيح.
عكف العقيد محمد مختار مفتش فرقة شرق الجيزة، على فك طلاسم القضية. استمع لأقوال 4 صيادين لأحدهم له معلومات جنائية، أفادوا أنه حال قيامهم بالصيد بنهر النيل، فوجئوا بسقوط المجنى عليه بمياه النهر.
رواية الصيادين الأربعة كانت محل شكوك رجال التحقيق. ليوجه مفتش لفرقة بتكثيف التحريات وتنشيط مصادر المعلومات السرية وتطوير مناقشة الشهود.
تفاصيل ما حدث على الجزيرة كشفته جهود البحث والتحري التي قادها المقدم محمد العشري رئيس مباحث الصف. تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل عم الضحية ويبلغ من العمر "42 سنة" اشتهر بتجارة وحمل السلاح.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة، انطلقت مأموريات من قسم الصف استهدفت المشتبه به الرئيسي وتمكن النقيبان أحمد ماهر وأحمد عز الدين معاوني مباحث الصف، من ضبطه وبحوزته السلاح المستخدم "طبنجة غير مرخصة".
أمام اللواء عام أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أقر المتهم بصحة التحريات، نافيا تعمده "مكنش قصدي.. كنت بجرب الطبنجة".
بينما يجلس الضحية على ضفاف النهر، أخرج الأربعيني سلاحه "كبنجة" لتجربتها فأطلق عيارا جذب انتباه الآخر "هو وقف مرة واحدة كنت ضربت الطلقة التانية جت في رقبته". ليسدل الستار على القضية اللغز بإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.