وضع الباعة الجائلون وتجار الملابس، قصر ثقافة دمياط تحت الحصار، واحتلوا أسواره، وحولوا مداخله إلى فتارين لعرض منتجاتهم، بينما اتخذ المتسولون سلالم المبنى مكانا للاستراحة. تعد محافظة دمياط واحدة من مفارخ الفنانين والأدباء، وتنتشر بشوارعها مقاهي المثقفين الذين يجتمعون لمناقشة كتاب أو الترحيب بأديب جديد أو الإعداد لمؤتمر، إلى جانب النقاشات السياسية والفنية التي تجذب الجمهور للاستماع. محمد حمود، أحد سكان المنطقة المحيطة بقصر ثقافة دمياط، قال: "الفوضى تعم المكان، لا أحد يمكنه السير في اتجاه ميدان سرور أو شارع الشرباصي الذي يعد السوق الأشهر في المدينة، بسبب احتلال الأرصفة". وأضاف حمود: "حاولنا التواصل مع الجهات التنفيذية لتطهير المنطقة وحرم القصر، خلال الشهور الأخيرة، لكن يبقى الوضع كما هو عليه". وقال الناقد سمير الفيل، الحائز على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2016 في القصة القصيرة، في تصريح ل"مصراوي"، إن قصر ثقافة دمياط الرئة الوحيدة التي يتنفس بها المثقفون والفنانون والأدباء في المحافظة، وسبق وصدر قرار ترميم القصر منذ عدة أشهر ولم ينفذ. وأوضح الفيل، أن مداخل القصر الأساسية مغلقة، وأمامه عدد هائل من الباعة الجائلين حتى أن من يريد أن يصعد إلى المكتبة أو يحضر ندوة أدبية في نادي الأدب أو قاعة السينما لا يجد مكانا يدخل منه، وأصبح البعض يدخل من الباب الجانبي بسبب الزحام. وأضاف "الفيل": "يتكدس الباعة بشكل غريب ويسدون المنافذ وحدث يوم الاثنين الماضي أن حاولت حضور ندوة نادي الأدب فلم أستطع النزول إلى الطريق بسبب الباعة". واختتم حديثه: "نطالب محافظ دمياط وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بإعادة الحياة إلى هذا المكان".
