تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال يقول: أحيانًا كثيرة أصلي على الجنازة وقت وجودي في المسجد ثم أنصرف؛ فهل أكون بذلك مُتَّبِعًا لها؟. في إجابته، فنّد عاشور الرأي الشرعي، قائلًا: أولا : حث الشرع الشريف على اتباع الجنائز ، وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه : " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ " ، وعدَّ منها : " اتباع الجنائز". ثانيًا : اتباع الجنائز يحصل بفعل صورة من صور ثلاث، وإن فعل المسلم جميعها كان أفضل وثوابه أكثر، وهذه الصور كالتالي: الأولى: أن يصلي المسلم عليها ثم ينصرف. والثانية : بعد الصلاة على الجنازة يتبعها المسلم حتى تصل إلى المكان الذي ستقبر فيه ثم يقف حتى تدفن ثم ينصرف ، ويظهر ثواب هاتين الصورتين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ". والثالثة: أنْ يفعل ما جاء في الصورتين السابقتين ثم يجلس عند قبره بمقدار ما يدعو له بالرحمة وبالمغفرة والتثبيت ، ويشارك في قراءة سورة يس أو سورة تبارك أو ما جرت عادة الناس بقراءته ؛ وذلك لما روى عثمان بن عفان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فَرَغَ مِن دَفْنِ الميت وقف عليه وقال : " استغفروا لأخيكُم ، وسَلُوا له التثبتَ ؛ فإنه الآن يُسألُ ". وجاء في وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال : «إِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا ، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا ، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي». وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور خلاصة أن فاعل إحدى هذه الصور الثلاث يكون مُتَبِّعًا للجنازة وله فيها أجْرٌ ، وإنْ كان الأفضل فعل جميعها ما أمكن. والله أعلم