طالب أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء الأربعاء، إدارة الرئيس دونالد ترامب، بفرض عقوبات على تركيا، وسط تقارير تفيد بأن أنقرة تستعد لاختبار منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية، على طائرات أمريكية الصنع الأسبوع المقبل. وتقول صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إنه على مدى سنوات، أثار المشرعون الأمريكيون مخاوف بشأن شراء تركيا العضوة بحلف الشمال الأطلسي "ناتو" لمنظومة الدفاع الروسية "إس-400" وحثوا على فرض العقوبات التي يفرضها القانون الأمريكي على الذين يتعاملون مع الصناعات الدفاعية الروسية. وتوضح الصحيفة الأمريكية، أن مطالب فرض العقوبات على تركيا جاءت بعد التقارير الأخيرة عن تفعيل تركيا للرادارات للكشف عن طائرات مقاتلة يونانية من طراز "أف-16" أمريكية الصنع، بعد مناورات عسكرية أجريت مؤخرًا، وخطط لإجراء اختبار شامل لنظام الدفاع الصاروخي الأسبوع المقبل. وجاء في رسالة وجهها كلاً من السيناتور كريس فان هولين وهو ديمقراطي، والجمهوري جيمس لانكفورد، اليوم الأربعاء، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو: "نكتب بخصوص التقارير التي تفيد بأن تركيا قامت بتنشيط رادارات نظامها الروسي المضاد للطائرات (إس-400) من أجل الكشف عن الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز (أف-16) العائدة من مناورة (Eunomia( الذي أجرته فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص في أواخر أغسطس الماضي، ردًا على العدوان التركي غير المبرر في شرق البحر المتوسط". وتابعوا أنه بالنظر لتلك المعلومات نحث الإدارة الأمريكية على فرض عقوبات بما يقتضى به القانون الأمريكي على تركيا. وتساءلوا في خطابهم عما إذا كانت تركيا قد قامت بالفعل بتنشيط المنظومة الروسية، للكشف عن طائرات "إف-16" وما إذا كانت الدولة قد دمجت النظام في رابط البيانات التكتيكية لحلف الناتو، متسائلين عما إذا كان ذلك سيمكن روسيا من جمع معلومات عن حلفاء الناتو. ولم تفرض واشنطن عقوبات على أنقرة التي تسلمت المنظومة الدفاعية الروسية العام الماضي، وسط تحذيرات أمريكية من أنها تمثل تهديدًا للمقاتلة "إف-35" واكتفت واشنطن بإبعاد أنقرة عن برنامج تصنيع "إف-35"، ورغم طرد أنقرة رسميًا من برنامج "إف-35" قال البنتاجون، إن تركيا ستواصل تصنيع أجزاء للطائرة حتى 2022. وأفاد تقرير لوكالة بلومبرج، أمس الثلاثاء، بأن تركيا تخطط لإجراء اختبار شامل لمنظومة "إس-400" الدفاعية الروسية الأسبوع المقبل. وبحسب ما نقلت الوكالة عن مصادر وصفتها ب"المطلعة"، فإن الاختبار التركي سيشمل المعدات وجاهزية الجنود الأتراك في مدينة سينوب على البحر الأسود، ولن يتم تشغيل بطارية المنظومة الروسية. وتثير صفقة "إس-400" قلق أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذين يخشون أن تقوم موسكو بجمع معلومات استخبارية حول قدرات الحلف، وتحديدًا الطائرة المقاتلة الأمريكية "إف-35".
