وسط حالة من الاضطرابات السياسية وتردي الأوضاع المعيشية، يأمل اللبنانيون في أن تتمكن الكتل السياسية في البلاد من اختيار رئيس وزراء جديد يتمكن -ربما- من وضع حد لمعاناتهم الاقتصادية التي تفاقمت مؤخرا. من المنتظر أن تجرى غدا الاثنين، مشاورات مع الكتل النيابية في لبنان، لتسمية رئيس الوزراء المقبل، الذي سيخلف حسان دياب. وكانت حكومة حسان دياب أعلنت في 10 أغسطس الجاري استقالتها على خلفية الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس. وبحسب القوانين المعمول بها في البلاد، يتعين على الرئيس اللبناني ميشال عون تسمية مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، يحظى بأعلى قدر من التأييد بين نواب البرلمان اللبناني. حظى سفير لبنان في ألمانيا، مصطفى أديب بتأييد كبير من الكتل السياسية في البلاد، بعد اجتماعات مطولة خاضتها تلك الكتل لتسمية أديب. وأعلن تيار المستقبل، وحزب الله، وعدد من الأحزاب الكبيرة في لبنان تسمية أديب لرئاسة الوزراء. كما كشفت صحف لبنانية أن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، اجتمع بمجموعة من رؤساء الوزراء السابقين الذين اتفقوا على تسمية اديب لرئاسة الحكومة. من هو أديب؟ شيع عنه أنه دبلوماسي محنك، ولبق، وذا خبرة عالية في التعامل مع الملفات المختلفة، فضلا عن كونه لا ينتمي لتيار معين، وهو ما قد يثلج صدر شعب لبنان الغاضب. وقالت صحيفة النهار اللبنانية، إن أديب يعرف السرايا جيدا، بعدما شغل فيها منصب مدير مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سابقا، وكافأه ميقاتي لاحقا بان عينه سفيرا، وهو حاليا سفير للبنان في ألمانيا. لا ينتمي الى "تيار العزم" كما يقول ميقاتي، وهو ليس حزبيا كما يقول عارفوه. ويتحدث عنه الإعلاميون الذين عرفوه في السرايا بأنه غاية في اللياقة والتهذيب، إضافة إلى كفاءة عالية في الآداء. وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن أديب لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، وأن كان قريبا من رئيس الوزراء السابق ميقاتي. لكن الاخير لم يعد "خارج المنظومة السنية" بانضمامه الى لقاء رؤساء الحكومات السابقين. وقالت قناة الجديد اللبنانية، إن أديب لا ينتمي إلى تيار العزم إنما كان مديراً لمكتب ميقاتي على زمن توليه رئاسة الحكومة. وذكرت معلومات "الجديد" أن الاسم الثاني الذي سيتم رفعه للثنائي الشيعي هو غسان عويدات غير أن الرئيس ميشال عون يرفض الاسم حتى اللحظة، فيما يفضله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على أديب. واشارت المعلومات الى ان لائحة الأسماء للمرشحين التي تسلمتها الكتل النيابية تضم: رئيس مجلس ادارة شركة الميدل ايست محمد الحوت ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وسفير لبنان لدى ألمانيا الدكتور مصطفى اديب. وكان مصطفى أديب قد شارك مع ممثلين عن حركة أمل والسفير الإيراني في ألمانيا علي رضا شيخ عطار في عدة مناسبات سياسية كذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر وغيرها.
