بنماذج من الورق المقوى.. "لين" تواجه ضغوط كورونا وعُزلة المنزل

في ظل الأوضاع التي نعيشها الآن من ضرورة العزل المنزلي بسبب انتشار كوفيد 19، يواجه الأطفال والأمهات ضغوطاً مضاعفة بسبب إلغاء المدراس وغلق الأندية فيلجأ كثيرون لطرق مبتكرة لشغل وقت الفراغ الكبير لأطفالها، لكن ماذا لو كانت تلك الأسرة تقع تحت ضغط مضاعف بسبب عمل الوالد كطبيب في مستشفيات العزل لمرضى كورونا؟ .
تلك المعضلة التي وجدت "دينا" نفسها فيها عقب انتشار كوفيد 19 وبداية عزل المرضى بمستشفى العجمي بالإسكندرية، فزوجها طبيب الأمراض الصدرية كان من أوائل الأطباء للعمل في المستشفى مع المرضى .
" حياتنا اتقلبت فجأة من شهور وضغط كبير وقعنا فيه من البداية لدرجة إن حياتنا كلها وتفاصيل يومنا مرتبط بكورونا".. تتبع الأم طرق منظمة لتجنب العدوى بدءً من إرسال طفلتها "لين" لبيت جدتها قبل مجيء الأب ببضعة أيام ومحاولة الحفاظ على صحة زوجها الواقع تحت الضغط باستمرار.
الطفلة "لين" ذات العشر أعوام حاولت الخروج من الضغط النفسي المستمر في المنزل بطرق كثيرة بدءً من كتابة اليوميات لأيام، ثم تعلم الجيتار وحدها ، وركوب الدراجة لفترات، لكل كل تلك المحاولات تنتهي بحائط الملل الذي تعاني منه الطفلة. لكن في أحد الأيام وأثناء وجودها مع جدتها طالعت نموذج لكومباوند مصنوع من الورق المقوى وبنفس شكل المباني الحقيقية فانبهرت بما رأته "عجبتني الفكرة جداً وتفاصيل المباني وفكرت اني اعمل نماذج بيوت صغيرة بالأوض وتفاصيلها كلها " .تقول الطفلة.
من بقايا ورق المقوى وخامات بسيطة دخلت "لين" غرفتها التي ظلت بها طوال يوم كامل، لتصنع أول نموذج لغرفة فانبهرت والدتها كثيراً من النتيجة، وفي اليوم التالي ابتاعت لها الخامات اللازمة لصنع ما تحبه، فانهمكت الطفلة في العمل على نماذج أخرى أكثر تعقيدا، وبعد انتهائها عرضت النماذج على مجموعة لدعم الأمهات وتابعت الطفلة تعليقات الناس عليه .
"اتفاجئت جداً برأي الناس في اللي عملته و انبساطهم بيه لأني عملته في البداية عشان أتسلى بس" تفكر الطفلة في الفترة القادمة بصنع نماذج أكبر مثل الفيللات والبيوت المكونة من أكثر من طابق مع استخدام خامات متنوعة ومختلفة لتواجه بها الضغط النفسي والتوتر المحيط بها .