كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن مقتطفات من كتاب جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق، المقرر صدوره في 23 يونيو الجاري ويحمل عنوانا "الغرف التي حدث بها ذلك: مذكرات البيت الأبيض" والذي حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نشره، ورفعت وزارة العدل دعوى قضائية لمنع نشر الكتاب بزعم أنه يحتوي على أسرار أمن قومي. يقدم الكتاب شهادة مطلعة عن "عملية صنع القرار غير المتسقة والمتخبطة" للرئيس ترامب، حيث يسرد بالتفصيل معاملات ترامب مع الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وكشفت الصحيفة عن أحد فصول الكتاب المكون من 520 صفحة، والذي يسرد فيه بولتون تفاصيل طلب ترامب، من نظيره الصيني شب جين بينج، مساعدته للفوز بدورة ثانية في الانتخابات الأمريكية المقررة نوفمبر المقبل. هذا وتشهد العلاقات الصينيةالأمريكية، توترات متصاعدة خلال الفترة الأخيرة بسبب اتهام واشنطنلبكين بالتسبب في تفشي كورونا عالميا وتضليلها بمعلومات غير حقيقة بشأن الوباء، الأمر الذي نفته بكين مرارا وتكرارا. يقول بولتون في الكتاب، إن ترامب طالب "شي" بمساعدته في الانتخابات المقبلة خلال اجتماع ثنائي على هامش قمة مجموعة العشرين العام الماضي. وطلب ترامب زيادة المشتريات الزراعية من المزارعين الأمريكيين لأن ذلك يفتح آفاق جديدة له بالانتخابات الرئاسية ويضمن تصويت المزارعين له. ويتابع في كتابه الذي كشفت "واشنطن بوست" عن أجزاء منه، أن الرئيس الصيني، اشتكى لترامب من الانتقادات الأمريكية لبلاده، لكن ترامب افترض أن "شي" يقصد الديمقراطيين ورد سريعًا قائلا: "هناك عداء كبير من الديمقراطيين". يقول بولتون في كتابه، إن ترامب حول المحادثة مع الرئيس الصيني بشكل مذهل إلى الانتخابات الأمريكية، ملمحًا إلى قدرة الصين الاقتصادية في التأثير على الانتخابات الأمريكية، وتوسل لشي لضمان فوزه. يصف بولتون في كتابه هذه الحلقة، بالإجراءات التي هدفت سابقا لعزل ترامب بعد ضغطه على الرئيس الأوكراني لمساعدته في الانتخابات بالضغط على منافسه جو بايدن ونجله، مقابل المساعدات الأمريكية لكييف. يأتي الادعاء الذي يقوله بولتون في كتابه وسط تحذيرات مستمرة من الاستخبارات الأمريكية من التدخلات الأجنبية في الانتخابات الرئاسية وفقا لواشنطن بوست. ويصف بولتون كتابه، بأنه يستند على ملاحظاته التي كان يودونها ويتضمن تفاصيل الاجتماعات الداخلية والخارجية التي حضرها، والاقتباسات المباشرة المنسوبة إلى ترامب وآخرين. يقول بولتون إن طلب المساعدة الانتخابية من الرئيس الصيني، واحدة من محاولات عدة من سعي ترامب للحصول على دعم قادة استبداديين. ويتابع أن طلب ترامب من هؤلاء جعلهم سعداء للاستفادة منه وتلاعب بعضهم به. يقول بولتون إنه كان منزعجًا من تصميم ترامب على تقديم خدمات لصالح المستبدين مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والصيني شي، حتى أنه قرر عقد اجتماع مع المدعي العام وليام بار في 2019 لمناقشة سلوك ترامب. ويكتب بولتون أن "بار" وافق على أنه كان قلقًا أيضًا بشأن المظاهر التي خلقها سلوك الرئيس، ويتابع: "قبل أي شيء كان هناك هدف واحد لترامب، تأمين ولاية رئاسية ثانية". كان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون اتهم ترامب في يناير الماضي، بعرقلة عمل الكونجرس وسوء استخدام السلطة، في إجراءات كانت تهدف لعزله، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض اتهام ترامب وعرقل جهود العزل.
