تمكن علماء بريطانيون من اكتشاف عقار "رخيص" ومتاح على نطاق واسع لمرض "كوفيد 19" الناجم عن فيروس كورونا المستجد، حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية. واختبر العلماء العقار المشتق من مركب "السترويد" على أكثر من ألفي مريض ب"كوفيد 19" ممن يعانون من أعراض خطيرة ويراهنون على نجاعته في مواجهة الوباء الذي طال أكثر من 8 ملايين شخص، وحصد أرواح ما يتجاوز عن 430 ألفا في مختلف أنحاء العالم. والسترويد عبارة عن مركبات كيميائية يجري تصنيعها حتى تؤدي دورا شبيها بالهرمونات الطبيعية، يتم استخدامها في علاج عدد من الاضطرابات الصحية. وساهم هذا العقار الذي يحمل اسم "ديكساميثازون" (dexamethasone) في خفض معدل الوفيات بواقع الثلث لدى المرضى ذوي الحالات الأكثر خطورة ممن تم وضعهم تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وفق نتائج أولية لاختبارات أجراها باحثون من جامعة أكسفورد. واختبر الباحثون العقار المتاح بشكل واسع النطاق على أكثر من ألفي مريض بكوفيد-19 يعانون من أعراض خطيرة، وفق "سكاي نيوز". وخفض "ديكساميثازون" معدّلات الوفاة في أوساط المرضى الذين لم يكن بمقدورهم التنفّس إلا من خلال الأجهزة بنسبة 35 بالمائة، بينما خفض الوفيات في أوساط من يحصلون على الأوكسيجين بمعدل الخمس، بحسب النتائج الأولية. كما ساعد على خفض نسبة الوفيات ب20 بالمائة وسط مرضى كورونا الذين يحتاجون إلى الأوكسجين من جراء الفيروس الذي انطلق من الصين منذ أواخر العام الفائت. ويقول العلماء إنه كان بوسع العقار أن ينقذ عددا يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف شخص ببريطانيا، إذا تم استخدامه في مرحلة مبكرة من انتشار الوباء. وقال الباحث في جامعة أوكسفورد البريطانية، مارتن لاندراي، وأحد المشاركين في تجربة العقار، إن النتائج أكدت نجاعة الدواء المعروف بسعره المنخفض. وأشار الباحث بيتر هوربي، إلاستخدام هذا الدواء بشكل واسع لعلاج أمراض أخرى وتخفيف الالتهابات في جسم الإنسان، مُضيفًا أنه "العقار الوحيد الذي أكد فعاليته حتى الآن في خفض عدد وفيات فيروس كورونا". ولا يتوافر حاليا أي لقاحات أو عقاقير خاصة لمواجهة كورونا، لكن الباحثين يحاولون علاج المرض بأدوية مستخدمة لمكافحة أمراض أخرى. ويجري تطوير لقاح ضد فيروس كورونا ببريطانيا، في الوقت الحالي، بينما تتواصل التجارب السريرية على البشر. وفي وقت سابق، أبرمت شركة "أسترا زينيكا" اتفاقا لتزويد العالم بما يقارب ملياري جرعة من اللقاح المحتمل.
