أثار لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاصفة من الانتقادات نحو الرجل العسكري القوي، وذلك بعد إعلان الحكومة السودانية عدم علمها باللقاء الذي جرى في أوغندا وأعلنت دولة الاحتلال عنه أمس الإثنين. وقال نتنياهو إن اللقاء مع البرهان شهد اتفاقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، فيما أشارت تقارير محلية سودانية إلى أن الطرفين ناقشا إقامة مصالح مشتركة من ضمنها مرور طيران شركة "العال" الإسرائيلية عبر الأجواء السودانية. شكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رئيس مجلس السيادة السوداني على هذه الخطوة، وذلك في خطوة تسعى فيها السودان لرفع اسمها من قائمة العقوبات الأمريكية، في ظل تدهور اقتصادي في البلاد التي شهدت ثورة أطاحت بالرئيس عمر البشير. لكن هذه الخطوة من جانب البرهان، صنعت انقسام داخل المجلس السيادي الحاكم في السودان، حيث أشارت الحكومة إلى أنها لم تكن على علم باللقاء مع نتنياهو في أوغندا. وصرح المتحدث باسم الحكومة ووزير الإعلام، فيصل محمد صالح، بأن المسؤولين في انتظار توضيح من البرهان لدى عودته إلى البلاد، وأضاف صالح أن الحكومة علمت بتلك الزيارة من وسائل الإعلام. بحسب هيئة البث الإسرائيلي (مكان)، فإن السودان يحاول بتلك الخطوة نحو التطبيع مع إسرائيل، أن يخرج من عزلته الدولية. بينما ترى تل أبيب في الأمر استكمالا للتوغل الإسرائيلي في أفريقيا، بجانب النفوذ الاقتصادي المتمثل في فتح المجال السوداني أمام طائرات الركاب الإسرائيلية، لتقليص وقت السفر بين إسرائيل ودول أمريكا الجنوبية وخصوصا البرازيل. وسعت إسرائيل كثيرا إلى تلك الخطوة حيث شهدت العلاقة مع دولة تشاد ذات الأغلبية المسلمة تطورا ملحوظا، وبقيت الخرطوم حتى الآن هي حجر العثرة أمام تقليص الرحلات الإسرائيلية وقت السفر عبر أجواء القارة الإفريقية نحو القارة اللاتينية. واحتفت وسائل الإعلام في دولة الاحتلال بتغريدة رئيس الوزراء نتنياهو عن اللقاء مع رأس السلطة في السودان، فيما كتب يؤاف جلانت عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل: "دولة تلو الأخرى... تريد التقرب من إسرائيل وتحسين العلاقات. القوة الإسرائيلية هي مفتاح النجاح وليس التذلل". كانت وزيرة الخارجية السودانية أسماء عبد الله، صرحت في سبتمبر من العام الماضي بأن السودان ربما يعمل على العلاقات مع إسرائيل ولكن "هذا ليس الوقت المناسب"، وأشارت في تصريحات إعلامية آنذاك إلى أن القرار مرتبط بفكرة حل القضية الفلسطينية. وواجه اللقاء بين نتنياهو والبرهان انتقادات كبيرة في الشارع السوداني، وأصدر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، بيانا أكد فيه الرفض القاطع للقاء. ووصف البيان اللقاء بأنه "يوم أسود"، و "أكبر طعنة في ظهر وقلب الشعب السوداني الذي ظل مناصراً للقضية الفلسطينية".
