استخباراتي أمريكي سابق: مقتل البغدادي "ليس كافيًا" لوقف الإرهاب

اعتبر الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، الجنرال المتقاعد ديفيد بيتريوس، أن القضاء على عنصر إرهابي شديد الخطورة بحجم زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ليس كافيًا للقضاء على الإرهاب.
وقال بيتريوس في مقابلة مع الكاتب الأمريكي فريد زكريا على شبكة "سي إن إن"، الأحد، إن "مكافحة الإرهاب لا تتمثل فقط في قتل أهداف بالغة الخطورة ذات قيمة عالية وحسب.
وردا على سؤال حول إذا كان مقتل البغدادي من شأنه أن يُثبت أن أمريكا لا يتوجب عليها الانخراط عميقا في صراعات بعيدة، أجاب بيتريوس: "من بين الدروس العديدة التي تعلمانها في حروب ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد المتشددين الإسلاميين، هو أنك لا تستطيع مكافحة الإرهاب مثل تنظيميّ القاعدة وداعش فقط عبر عمليات لقوات مكافحة الإرهاب".
وتابع الاستخباراتي الأمريكي السابق: "نعم هذه (العمليات) ضرورية، ونعم يجب عليك تنفيذ غارات بطائرات مسيرة وضربات لقوات دلتا خصوصا ضد أهداف ذات قيمة عالية ودعم شركاءنا على الأرض، ولكن هذا ليس كافيا، هذا يمكنه التوصل إلى تحسين في الأوضاع الأمنية فقط".
وأضاف: "رأينا ما يحدث إذا انسحبنا من مناطق كتلك قبل التأكد بصورة جيدة من أن الظروف تسمح بذلك، وكما كان يقول السفير رايان كروكر بأنه يمكنك مغادرة مسرح الأفلام ولكن الفيلم مستمر بالعرض".
كان البغدادي (48 عامًا) قُتِل الأسبوع الماضي في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية الخاصة في محافظة إدلب، شمالي غرب سوريا.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب ألقاه من البيت الأبيض، الأحد الماضي، إن "البغدادي فجّر نفسه و3 من أطفاله بحزام ناسف خلال محاولة فراره من العسكريين الأمريكيين في نفق مسدود تحت موقع مخبئه".
وأسفرت العملية التي اعتبرها ترامب "جريئة وخطيرة" عن سقوط الكثير من مُرافقي البغدادي، وإصابة 11 طفلًا كانوا متواجدين في موقع الغارة، فيما لم توقِع قتلى أو جرحى من القوات الأمريكية المُشاركة في العملية.
وبعد أيام من مقتل البغدادي، عيّن التنظيم الإرهابي أبوإبراهيم الهاشمي القرشي قائدًا جديدًا، وفقا لرسالة صوتية بثّها موقع الفرقان، الذراع الإعلامي لداعش، الخميس.
وهدد القرشي الولايات المتحدة: "لا تفرحوا بمقتل البغدادي"، مُضيفًا:"إننا نرثي خليفة المسلمين الشيخ أبو بكر البغدادي" على حدّ تعبيره.