بعد التحذيرات وواقعة التسمم.. كيف تأثرت مبيعات "الفسيخ" بالإسكندرية؟

سجلت أسواق الفسيخ والأسماك المملحة في الإسكندرية تراجعا كبيرًا في نسب المبيعات بحسب تأكيد تجار، بعد ارتفاع حالات المصابين بتسمم غذائي نتيجة تناول الفسيخ إلى 32 شخصا وبلغت ذروتها بإعلان وفاة أول حالة بين المصابين وفقا لمركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية.
ورصدت جولة أجراها مصراوي في أشهر أسواق الأسماك المملحة بمنطقة العطارين انخفاضًا شديدًا في نسب الإقبال الشراء، خاصة بعد رسائل بثتها أجهزة الصحة ومركز السموم بكلية الطب للتحذير من من تناول الفسيخ والامتناع عن الشراء بشكل نهائي أيا كان مصدره.
تراجع المبيعات 80%
أكد علي الزعيطي، صاحب أحد المحال الشهيرة لبيع الأسماك المملحة، أن نسبة مبيعات الفسيخ تراجعت إلى 80%، متأثرة بانتشار الأخبار المتعلقة بتسمم عشرات الأشخاص نتيجة تناول أسماك فاسدة بالأسواق، لافتا إلى أن حركة البيع في ذلك التوقيت من العام غالبا ما تكون متوسطة بالمقارنة بموسم شم النسيم إلا أن الانخفاض الحالي غير مسبوق.
وأضاف في تصريح لمصراوي أن أغلب التجار يقدرون حالة القلق التي أصابت المواطنين من الشراء وفي الوقت نفسه لا يستطيعون إغلاق متاجرهم لأن ذلك قد يفسره البعض بأن تلك المحال لديها مشكلات أيضا على غير الحقيقة، حسبما أوضح.
مصدر الأسماك الملوثة
بدوره قال محمد إبراهيم، صاحب محل لبيع الفسيخ، إن المحال المعروفة في الإسكندرية تعتمد في الأساس على الأسماك القادمة من مزارع مدينة بورسعيد وهي من مناطق المياه المالحة، لافتا إلى أن الأزمة المعروفة حتى الآن ترتكز في نفوق أطنان من سمك البوري في أحد فروع النيل – المياه العذبة – بمنطقة رشيد، مؤكدا أن المصدر مختلف.
وأوضح أن جودة منتجات الفسيخ تعتمد على أسماك البوري التي تعيش في المياه المالحة، في حين أن الكميات النافقة التي استغلها بعض الأشخاص مصدرها مياه عذبة وهي لا تصلح للتمليح مثل نظيرتها، مشيرا إلى أن الأزمة باتت ترتبط ببعض الباعة الجائلين الذين يعرضون أسماكا بأقل من أسعارها الطبيعي دون معرفة مصدرها.
تخفيض الأسعار ليس الحل
يرى أيمن محمد صاحب محل لبيع الأسماك المملحة، أن تخفيض أسعار المنتجات الجيدة في هذا الوقت لتدارك الخسائر ليس حلا جيدا ، معتبرا أن ذلك قد يفسره البعض بوجود مشكلة في الأسماك المعروضة بالمحلات الموثوق بها لدى الزبائن، ما قد يؤدي إلى مضاعفة الخسائر، مشيرا إلى أن بعض التجار فضلوا تقليل الكميات التي يتم تصنيعها مع الحفاظ على السعر نظرا لتراجع الإقبال بشكل عام.
وأوضح أن سعر المنتجات الجيدة تتراوح بين 120 إلى 140 جنيها للكيلو بينما لا يتجاوز أسعار المنتجات المشتبه في عدم صلاحيتها بين 40 إلى 60 جنيها أو أقل.
الصحة: سحب عينات من الأسواق
أكد الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية خضوع جميع أسواق الأسماك ومحال الفسيخ لإجراءات رقابية صارمة من تفتيش أجهزة الصحة بالتنسيق مع مديرية التموين، متابعا "نسيطر على جميع الأسواق في الإسكندرية، وجميع الكميات التي قمنا بالتقصي عنها تم شرائها من محافظة البحيرة".
وقال عثمان في تصريح لمصراوي إن الحالات المصابة بالتسمم من الفسيخ جرى نقلهم من حدود مدينة الإسكندرية ومن محافظتي البحيرة وكفر الشيخ، ويعني ذلك أن مصدر حصولهم على الأسماك من خارج الإسكندرية.
من جانبها أعلنت الدكتورة فيروز سلطان، مدير عام الشئون الوقائية بمديرية الصحة بالإسكندرية، تنفيذ حملات مكثفة على محلات بيع الأسماك الطازجة والمملحة بالمحافظة، لافتة إلى أن الحملات الصحية شملت التفتيش على 31 محلا لبيع الأسماك، جرى خلالها سحب 40 عينة مختلفة من المنتجات.
وفي ذات السياق، ضبطت أجهزة مديرية التموين بالتعاون مع مديرية الصحة بالإسكندرية، كمية كبيرة الأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي، تقدر بنحو طن، خلال حملات موسعة على الأسواق، في اليومين الماضيين.
وقال محمد سعد الله، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، إن أجهزة المديرية المختلفة كثفت متابعة جميع أسواق الأسماك المتواجدة بالمحافظة منذ واقعة ظهور أسماك نافقة بمحافظة البحيرة، وذلك لضمان عدم تسريب أي كميات إلى أسواق الإسكندرية، حرصا على صحة المواطنين، وجرى ضبط قرابة نصف طن من الأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
في حين تمكنت إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة من ضبط وإعدام ما يزيد عن نصف طن أسماك مملحة مختلفة بعد التأكد من عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وأظهر الفحص العثور على 400 كجم سردين لاحتوائها على ديدان حية، فيما جرى إعدام 175 كجم من أنواع الفسيخ والسردين والرنجة لوجود تغير بخواصها الطبيعية وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
يذكر أن كميات تقدر بالأطنان من الأسماك النافقة ظهرت في مدينة رشيد وبعض المناطق المحيطة بها بمحافظة البحيرة، لتعرضها للاختناق نتيجة تلوث داخل الأقفاص في مناطق الاستزراع السمكي، وتلقت أجهزة وزارة التموين معلومات بشأن تداول كميات من الأسماك النافقة، في أسواق رشيد وإدكو والمحمودية، أعقبها تشكيل حملات مكبرة ضمت مباحث التموين وأجهزة الصحة والطب البيطري والتموين تمكنت من ضبط قرابة 16 طن خارج الإسكندرية وتقرر إعدامها، وسط تأكيدات بأن باقي الكميات المطروحة بالأسواق سليمة.