مسلمتان "تكرهان إسرائيل".. إدارة ترامب تدعم دولة أجنبية ضد نائبتي كونجرس

في نادرة سياسية، وقف المسئولون الأمريكيون وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب في صف دولة أجنبية منعت أعضاء بالكونجرس من دخول أراضيها.
لم يققف ترامب عند حد التأييد، بل دعا إلى منع دخول النائبتين الديمقراطيتين بالكونجرس الأمريكي إلهان عمر ورشيدة طليب إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، واصفا تل أبيب بأنها ستكون شديدة الضعف لو سمحت بدخولهما.
بعدما كانت مجرد أنباء عن رفض دخولهما إسرائيل، أقرت وزارة داخلية الاحتلال بمنعهما من دخول إسرائيل بعد وقت قصير من دعوة الرئيس الأمريكي.
قال في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر "سيكون ضعفا كبيرا من إسرائيل لو سمحت بزيارة الديمقراطيتين عمر وطليب. هما تكرهان إسرائيل وكل الشعب اليهودي ولا يوجد ما يقال أو يُفعل لتغيير عقليتهما... تمثلان عار حقيقي".
وبعد تصريح ترامب بوقت قصير قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوتوفلي إن بلادها لن تسمح بدخول النائبتين الأمريكيتين أراضيها. وأضافت أن "القرار اتُخذ، وينص على عدم السماح لهما بالدخول".
طليب وعمر هما أول امرأتين مسلمتين في الكونجرس الأمريكي. وأبدت الاثنتان دعمهما لحركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها المؤيدة للفلسطينيين.
وتعود جذور طليب (43 عاما) المولودة في الولايات المتحدة لقرية بيت عور الفوقا غرب مدينة رام الله، وما تزال جدتها وأقاربها يعيشون في القرية. فيما تعود أصول إلهان عمر إلى الصومال التي هاجرت منها وهي طفلة للولايات المتحدة.
الإدارة الأمريكية مع إسرائيل ضد نائبتي الكونجرس
قال رئيس الوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن عضوتي الكونجرس الأمريكي لديهما نية للمساس بإسرائيل والتحريض ضدها، ولذلك تم منعهما من دخول البلاد.
وأضاف نتنياهو في تصريحات نشرتها صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن "جدول أعمال زيارة النائبتين يدل على أن نيتهما هي المساس بإسرائيل وتعزيز التحريض ضدها. إضافة لذلك المنظمة التي تمول الزيارة هي منظمة "مفتاح" التي تدعم ال-BDS بحماسة وهناك من بين موظفيها أولئك الذين دعموا الإرهاب ضد إسرائيل".
وأضاف أنه إذا أرادت طليب وهي من أصول فلسطينية زيارة أسرتها بالضفة الغربية، عليها تقديم طلب "على أساس إنساني"، وسيأخذ وزير الداخلية هذا الطلب بالحسبان.
وكرر أيضًا ترامب هجومه على النائبتين والديمقراطيين في أمريكا بشكل عام، وقال إنهما وجه للحزب الديمقراطي "تكرهان إسرائيل".
يتمتع ترامب بعلاقة رائعة مع نتنياهو، وطالما هاجم إلهان عمر ورشيدة طليب بالعودة إلى بلدانهم الأصلية إذا كانتا غير راضيتين عن أداء إدارته.
كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني جريشام، أن القرار يعود إلى إسرائيل. وأضافت أن حكومة الدولة العربية "يمكنها فعل ما تريد. التقارير بأن ترامب أبلغ نتنياهو باعتقاده أن عضوتي الكونجرس يجب منع دخولهما غير دقيق".
ومن المسئولين الأمريكيين الذي قرر دعم تل أبيب، هو السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي أشار في بيان إلى حق حكومة الاحتلال في رفض دخول إلهان عمر ورشيدة طليب.
وتحدث باسم الولايات المتحدة الأمريكية وقال إن أمريكا تدعم قرار حكومة إسرائيل لأن "الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل ليست حرية تعبير".
انتقادات على استحياء
كانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر مطلعة أن النائبتين الأمريكيتين ستزوران المسجد الأقصى ومحيطه، وهو الأمر الذي يستوجب حماية من أمن الاحتلال.
وفي الزيارة التي كانت مقررة أن تبدأ الأحد، كانتا أول نائبتين مسلمتين بالكونجرس ستلتقيان بمسئولين فلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين مناهضين لبناء المستوطنات.
على جانب آخر، انتقد سياسيون أمريكيون ودبلوماسيون سابقون القرار الإسرائيلي بمنع دخول نائبتين أمريكتين إلى دولة الاحتلال.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن النائب الجمهوري جيري نادلر والذي سبق وانتقد إلهان عمر، أدان بشدة القرار الإسرائيلي. وكتب عبر حسابه على تويتر "أدين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية الذي يقوض قدرة دولتينا الحليفتين على بدء نقاضات واضحة وصعبة، من أجل ضمان بقاء إسرائيل آمنة وديمقراطية".
السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو، قال إن القرار يضر بالموقف الإسرائيلي في الولايات المتحدة ويصب في مصلحة حركة المقاطعة.