يأتي عيد الفطر المبارك بمثابة منحة وجائزة ربانية بعد صيام شهر رمضان، هذا الشهر العظيم الذي تنافس فيه المتنافسون على الخير.. فبين مصل وقائم وقارئ للقرآن وذاكر وداع لله تقرب العباد لله – عز وجل – طوال أيامه المباركة طمعا في الأجر والثواب ورضا الرحمن. ومع أول يوم للعيد وبعد صيام شهر كامل، يقدم مصراوي في السطور القلية القادمة سنة من سنن النبي – صلى الله عليه وسلم – ألا وهي إفطاره – عليه الصلاة والسلام – في أول يوم العيد: عن بريدة بن الحصيب الأسلمي – رضي الله عنه – كان النبي - صلى الله عليه وسلم –: "لايخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح" – صحيح الجامع. وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" . وقال مرجأ بن رجاء : حدثني عبيد الله قال: حدثني : أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ويأكلهن وترا". – صحيح البخاري. كان النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – يفطر قبل ذهابه للصلاة على تمرات وكان يأكلهن وترًا أي: (يأكل تمرة ، أو ثلاث تمرات ،أو خمسا، أو سبعا). وقال ابن قدامة: "لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر اختلافا". قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :" ليس بواجب - بل ولا سنة- أن يفطر الإنسان على وتر: ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، إلا يوم العيد ، عيد الفطر، فقد ثبت (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً) وما سوى ذلك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يتقصد أن يكون أكله التمر وتراً ". وبحسب ما جاء في كتاب (موسوعة الفقه الإسلامي) لمحمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري: "يسن للمسلم أن يأكل تمرات وتراً قبل أن يخرج لصلاة عيد الفطر؛ مبادرة إلى فطر هذا اليوم الذي أوجب الله فطره، وتمييزاً لهذا اليوم بالأكل عن الأيام التي قبله، وإكمالاً لفضيلة الفطر على تمر، فإن ما قبله فيه فطر من كل يوم على تمر، وفي يوم العيد فطر من جميع الصيام على تمر، فإن لم يجد أكل ما تيسر".
