تسبب ارتفاع إيجار الأراضي الزراعية التابعة لوزارة الأوقاف بمحافظة الأقصر في غضب جموع المزارعين لا سيما وأن هذه الزيادة تأتي بعد شهور قليلة من ارتفاع الوقود والسماد والمستلزمات الزراعية الأخرى حيث بلغت القيمة الإيجارية السنوية للفدان الواحد 5700 جنيه بعد أن كانت القيمة الايجارية 5200 جنيه بزيادة 500 جنيه . وتزامنت هذه الزيادة مع إلزام أي مزارع يريد التنازل أراضي هيئة الأوقاف المصرية لصالح مزارع أخر على سداد مبلغ خمسة آلاف جنيه للفدان الواحد أي حوالى 210 جنيه عن كل قيراط مع جبر الأسهم إلى قيراط كامل وتحصيل المبلغ المقرر كاملا . يقول عبدالمحسن علي أحد المزارعين أن هيئة الأوقاف تريد أن تتعامل مع المزارعين بأسلوب القطاع الخاص وهو التأجير بسعر يتراوح ما بين 250 إلى 300 جنيه للقيراط الواحد لكن ذلك يحدث بين المزارعين فى المساحات الصغيرة فقط والتى لا تتجاوز 5 قراريط من أجل زراعتها بالبرسيم أو الذرة لتغذية المواشى ولا يصلح تطبيقه على المساحات الكبيرة التى تتجاوز الخمسة قراريط. مضيفا:" معظم أراضى الأوقاف تربة سوداء مملحة وقاحلة وغير منتجة رغم الخدمة والأسمدة الكيماوية والبلدية مؤكدا أن جميع مستأجري تلك الأراضى بهذه الطريقة لن يربحون شيئا من وراء زراعتها إن لم يحققوا خسائر فادحة ولم نعرف من أين نأتي بالأموال لوزارة الأوقاف. ويتسائل عبدالرؤوف سيد – أحد مزارعي إسنا- عن كيفية زيادة القيمة الإيجارية من 750 إلى 5700 جنيه خلال 3 سنوات أى بنسبة 600 % إذا كان المزارع يخسر أصلا من تلك الأراضى مشيرا إلي أن الهيئة لا تترك شيئا حتى تستفيد منه حتى النخلة التى نبتت فى الأرض فهى تؤجرها سنويا بعقد مكتوب. بينما يقول حسن سعيد – أحد مزارعي أرمنت- أن القيمة الإيجارية مرتفعة للغاية مقارنة بمستوى جودة تلك الأراضي التي تقع غالبا في حواجر القرى وبالقرب من المناطق الصحراوية وتتسم بالملوحة والجفاف كما تضاعف من معاناة المزارعين الذين يعيشون على حد الكفاف مما يوفره إنتاج الأراضي الزراعية حيث يتعرضون في الأصل لخسائر كبيرة فى الأراضي التي يمتلكونها فما بالنا بالأراضي التي يستأجرونها . موضحا :" فبحسبة بسيطة لمصروفات الفدان الزراعي يتبين لأى شخص مقدار المعاناة التي يواجهها المزارع خاصة وأن أرض الأوقاف مزروعة بمحصول القصب حيث يتم إنفاق مالا يقل عن 2000 جنيه للأسمدة ومثلها لإعداد ونظافة الأرض و5 آلاف على الأقل تكاليف العقلة الجديدة ومبلغ 1000 جنيه للري و3 ألاف للكسر أو الحصاد ومثلها للنقل إلى مصنع السكر بالإضافة إلى 5700 عن القيمة الإيجارية الجديدة ليصل إجمالي مصروفات فدان القصب الواحد إلى 22 ألف جنيه فى المتوسط على الأقل فى حين تصل إنتاجية الفدان من القصب بهذه الأراضي القاحلة إلى ما يتراوح ما بين 25 إلى 30 طنا للفدان فقط بسعر 720 جنيها فقط للطن بإجمالى حوالى 21 ألف جنيه بخسارة مؤكدة بعد عام من الجهد والعرق والانتظار" .