خاص| صنّاع "لا أحد هناك": وافقنا على الفيلم إيمانًا برؤية أحمد مجدي

حالة مختلفة أحدثها فيلم "لا أحد هناك"، أولى تجارب الفنان أحمد مجدي في عالم الإخراج، وانقسم الجمهور الذي شاهد عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن فعاليات الدورة الأربعين التي انقضت قبل أيام، بين معجب بالفيلم، وفريق لم يفهمه، وثالث لا يراه فيلمًا من الأساس، وزادت هذه الحالة مع تأكيد عدد من صنّاعه أنهم لم يفهموه في البداية.
"مصراوي" حاور عددًا من أبطال وصنّاع الفيلم، حول السبب الذي دفعهم لخوض تجربة بهذا الاختلاف، في ظل عدم وجود ميزانية كبيرة..
محمد البدوي
قال الممثل محمد البدوي، إن مجدي كان مفتاح موافقته على المشاركة في الفيلم، موضحًا "كنت أعرفه من قبل وشاهدته على خشبة المسرح"، ولم تكن لي مشاركات كبيرة في مجال التمثيل فقط لي فيلم قصير، لأنني ألعب موسيقى في الأساس.
متابعًا "(لا أحد هناك) أول فيلم طويل لي، وحركني إيماني بفكرة تقديم أعمال مستقلة، بعيدًا عن إيماني بالموضوع نفسه"، مشددًا على أن استمراره في التمثيل يرتبط بتقديم أعمال تشبه هذه التجربة، بعيدًا عن الأعمال التجارية.
عمرو حسني
وأكد الممثل الشاب عمرو حسني، أنه اعتاد المشاركة في أعمال لا يتقاضى عنها أجر، موضحًا "بعمل مسرح مستقل من أيام الجامعة، وفي حاجات بندفع فيها فلوس كنا متكحرتين، لاننا مؤمنين بحاجة، فممكن أتنازل عن أجري، ولما أحمد مجدي قالي مفيش ميزانية وممكن ميكونش فيه أجر قلتله مفيش مشكلة".
وتابع عمرو "أحمد شافني في عرض راقص مش بتكلم فيه خالص، المخرجة بعد العرض قالتلي إنه كلمها وعايزني معاه في الفيلم اللي بيخرجه، وده كان مؤشر إنه شخص عنده رؤية وبيعمل حاجة ليها معنى، وده اللي اتأكدت منه لما قابلته".
شذى محرم
ووافقت الممثلة شذى محرم، على كلام عمرو ومحمد، مضيفة "كلنا في الآخر بنعمل حاجة مؤمنين بيها، والشخصية حركتني والورق حركني فوافقت أعمله"، متابعة "وموضوع السينما المستقلة كلنا شغالين في المجال ولازم نساعد بعض، عشان الاقي ناس تساعدني في العمل اللي بقدمه".
رشا مجدي
لا تختلف أسباب الممثلة والمغنية رشا مجدي كثيرًا عن زملائها المشاركين في بطولة الفيلم، خاصة وأنها التجربة الأولى لها في عالم التمثيل، الذي اقتربت منه فقط بحكم دراستها للرقص المعاصر، وقالت "الفلوس مكنتش مشكلة، الأهم أن نقدم شيء نحبه"، لافتة إلى أن دورها كان من المفترض أن تؤديه ممثلة أخرى، ولسبب ما لم تؤديه وذهب إليها الدور.
رشا تشارك في الفيلم أيضًا بصورة أخرى غير التمثيل، إذ قدمت أغنية الفيلم، التي كتبت كلماتها ووضعت لحنها، ووزعها موسيقيًا شادي الحسيني.
مارك لطفي
عدم وجود ميزانية كبيرة، شكّل تحدي كبير لمونتير الفيلم، مارك لطفي، وهو أحد المشاركين في إنتاجه أيضًا، مشددًا أنه كان حريص على خروج الفيلم بصورة جيدة رغم ظروفه الإنتاجية.
وتابع "كنت حابب الفيلم والتحدي بتاعه وفكرة انه يتعمل بظروف إنتاجية قليلة، حاجة بسطاني إنه يخرج بالنتيجة دي، الفيلم ده مجدي كان عايز يخلي إيقاعه هادي، وأنا كومنتير عكس ده تمامًا بحب الإيقاع السريع والكادرات المهزوزة، وكنت خايف يتحول الايقاع البطئ لملل وده كان تحدي تاني إني أنفذ رؤية مجدي كمخرج دون أن أجعل المشاهد يقع في فخ الملل، فكل مشهد لازم يقول معلومة".
واختتم بالتأكيد على أن أحمد مجدي من أحسن المخرجين الذين عمل معهم في المونتاج "مش متعب خالص".
محمود لطفي
وقال مدير الإضاءة والمشارك في الإنتاج محمود لطفي "كنت متحمس إن الفيلم يتصور، ومقتنع إن أي كاميرا في الدنيا ممكن نصور بيها فيلم"، لافتًا إلى أن مهمته في الفيلم كانت تتمثل في توفير ما يحتاجه الفيلم في ضوء الامكانيات المتاحة.
وأشار "استخدمنا إضاءة بديلة بتُستخدم في إضاءة جناين، وشفنا شقة واحد صاحبنا ندهنها بدل ما نأجر لوكيشن، كان فيه هدف لازم يتحقق مع الحفاظ على رؤية المخرج، كنت بشتغل على الإضاءة وهو بيصور وجربنا كتير عشان نوصل إلى صورة نحقق بيها رؤية مجدي".
وأضاف "الناس كلها كانت مؤمنة بالمشروع فكنا بنحاول نخلصه عشان عايزين نتفرج عليه، وده اللي خلى المهمة سهلة".
شادي الحسيني
وعن كواليس العمل على موسيقى "لا أحد هناك"، قال الموسيقي شادي الحسيني "وافقت على الفيلم لرغبتي في تقديم موسيقى بحبها، إلى جانب وجود صداقة تجمعني بمجدي"، لافتًا إلى أن "لا أحد هناك" أول فيلم روائي طويل يضع موسيقاه التصويرية، بعد تجارب من الأفلام القصيرة.
وتابع "الفيلم تجربة فيها لحظات كتير مكنتش عارف أعمل فيها إيه، كنت شايف ادامي فيلم ومحتاج إني أوصل لحاجة في خيالي كموسيقى مشتركة مع خيال الفيلم، متكونش بتقول نفس اللي الفيلم بيقوله، مينفعش الموسيقى تعيد اللي المشهد بيعمله، وإلا هتبقى مالهاش لازمة، مهم إنها تكون حاجة ماشية بالتوازي ومش منفصلة عن الفيلم".
"لا أحد هناك" سيناريو وإخراج أحمد مجدي، بطولة عمرو حسني، شذى محرم، هايدي قوسة، سلمى حسن، رشا مجدي، محمد البدوي وأسامة جاويش.