ماكرون يُدين تظاهرات "السُترات الصفراء" في باريس: عنف غير مقبول

أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعمال العنف في تظاهرات حركة "السُترات الصفراء" الشعبية، التي اندلعت في البلاد خلال الأيام الأخيرة احتجاجًا على الضرائب ورفع أسعار المحروقات، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقال ماكرون في حديثه في باريس، صباح الثلاثاء، إن "حركة الاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود قد أدت إلى مظاهرات هامة، ولكنها أدت أيضا إلى عنف غير مقبول في البلاد".
وأضاف: "أنا لا أخلط بين أولئك الذين شاركوا في العنف مع أولئك المواطنين الذين يريدون إيصال رسالة".
وبالأمس، صرّح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو، بأن ماكرون يرغب في تغيير أسلوبه، ولكن ليس سياساته، ردًا على تظاهرات "السترات الصفراء".
وتابع جريفو، عقب اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أن "الحكومة احترمت مشاعر الغضب التي عبر عنها المحتجون"، مضيفا أن "أجزاء من فرنسا لم تجد مكانا لها في الاتحاد الأوروبي أو في عملية العولمة".
واستنكر جريفو ما وصفه ب "مشاهد الحرب" في شارع "الشانزليزيه" بالعاصمة باريس، حيث اشتبكت قوات الشرطة لساعات مع المحتجين الذين حاولوا اختراق الحواجز باتجاه قصر الإليزيه الرئاسي.
كان المتظاهرون قد أغلقوا الطرق السريعة والمطارات والمحطّات وعدد من المواقع الأخرى في جميع أنحاء البلاد، بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة، الأمر الذي عرقل الوصول إلى مُستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع.
واصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه، السبت الماضي، بحواجز معدنية ومتاريس نصبتها الشرطة، لحيلولتهم دون السير باتجاه مواقع حساسة، مثل المقر الرسمي لإقامة الرئيس إيمانويل ماكرون. ورشقوا أفراد الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.
والسبت الماضي، قُدّر عدد المتظاهرين بنحو 300 ألف متظاهر، وانخفض أمس الاثنين إلى 27 ألفًا، وفقًا لوزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير.
بحسب بيانات الداخلية الفرنسية، جرت التظاهرات في أكثر من ألفيّ مدينة وقرية في جميع أنحاء البلاد، بمشاركة أكثر من 287 ألف شخص، واحتُجِز 282 مُتظاهرًا.
أُصيب 409 أشخاص بجروح، 14 جروحهم خطيرة، و28 من الإصابات بين أفراد الشرطة وفرق الإطفاء. فيما وقع قتيلان إحداهما سيدة توفيت الأحد قبل الماضي، بعد أن صدمتها سيارة أُصيب قائدها بالفزع مما دفعه إلى قيادة السيارة نحو جموع المتظاهرين.
ووقعت معظم الإصابات بين المتظاهرين بسبب استهداف سائقين لهم؛ فأُصيب اثنين من المتظاهرين، على سبيل المثال، بعد انحراف شاحنة عن الطريق لتصعد أعلى رصيف الطريق بعد أن دخل السائق بالمركبة وسط المتظاهرين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).