قبل عام كان هاني العقيل يتابع حملة "مسعفون بيئيون" التي دشّنها شباب لبنانيون لتنظيف الشواطئ، لكن فكرة جاءت لذهن المهندس المصري "ليه مننفذش الحملة دي هنا بما يتناسب معانا"، أطلق العقيل الفكرة وبدأ تنفيذها منذ 3 شهور رفقة عدد من المتطوعين. بين القاهرة والإسكندرية بدأت حملة "مسعفون بيئيون". إمكانيات بسيطة امتلكها العقيل "بدأنا في منطقة مصر القديمة وكنّا تلاتة بس". منذ اللحظة الأولى أيقن المهندس أن التنفيذ في مصر سيكون مختلفا "فكرنا إننا نوسعها، تبقى شاملة تجميع القمامة بشكل عام والأهم توعية الناس بإنهم ينضفوا حواليهم". مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة كان الوجهة الأولى للفريق "قولنا لأنه منطقة أثرية والمكان المحيط مش مثجهز فنبدأ بيه". بسواعد شبابية استطاع العقيل ومن معه تنظيف المنطقة آخر أغسطس الماضي، وبعد ذلك بأسبوع بدأوا حملتهم الثانية في منطقة بحري بالإسكندرية "دي كانت على الشواطئ اللي هناك". منذ اليوم الأول للعمل كان العقيل على تواصل مع أصحاب الحملة في لبنان "بيمدونا بالنصايح للشغل على الأرض وبعض إجراءات السلامة والتعامل". مازالت الحملة المصرية وليدة، لكن نشاطها على الأرض جذب اهتمام المواطنين العاديين؛ مرّ العقيل بمواقف مختلفة مع الناس "بعضهم بيستغرب في الأول وناس تانية بتسألنا، بس كتير بيدعولنا وييجوا يدونا مياه"، يضحك العقيل قائلا "وفيه مرة حد جه سألنا انتوا معاكوا تصريح تنضفوا؟". أدوات بسيطة يمتلكها شباب الحملة؛ قفازات وأكياس ضخمة. عقب انتهائهم يقومون بفصل المخلفات البلاستيكية عن الزجاج والمخلفات الأخرى، ثم يتم إلقاءها في حاويات القمامة المعروفة في كل منطقة "لسة معندناش الإمكانية إننا نعمل إعادة تدوير لكن شغالين على ده حاليا". العمل في الشارع ليس سهلا "ساعات بننضف أماكن وتاني يوم بنلاقيها اتبهدلت"، لكن أحيانا أخرى يجد الفريق نتيجة جيدة لما يقدم؛ يتذكر العقيل أثناء عملهم بمنطقة بحري بالإسكندرية أنه رأى طفلا جوار والدته بالقرب من البحر "كان بيشاور عليا ويسألها هو ده عمو اللي بيلم الزبالة"، غير أن رد الأم كان بليغا "قعدت تكلمه عن إننا متطوعين وبنعمل ده عشان حابين نشوف الشوارع كويسة وعشان كدة مينفعش هو يرمي حاجة على الأرض"، فيما يحكي المهندس عن تفاعل عُمال النظافة معهم بشكل جيد والمسئولين عن الحي "مرة كلمناهم يجيبولنا عربية تشيل الزبالة وجم فعلا". على صفحة "مسعفون بيئيون" بموقع فيسبوك، يحاول العقيل وزملائه تحفيز الناس للاشتراك معهم "مش عايزين مركزية، نفسنا كل حد بس ينضف جنب بيته في كل المحافظات"، ورغم بدء الحملة منذ مدة قليلة، لكن القائمين عليها يحاولون التوسع. "اتفقنا مع مدرسة في إسكندرية إننا هننزل مع الأولاد في حملة"، وضع شباب الحملة الخطة وتم اختيار المكان "بس لقينا إنه مش صالح عشان فيه صخور وعلى البحر ففي خطر على الولاد فبنختار بديل"، فيما لا يطمح المهندس للكثير "لو عدد قليل بس اقتنع بحملتنا وبطل يرمي على الأرض هنكون راضيين جدا".