الوادي الجديد – محمد الباريسي: تعتمد محافظة الوادي الجديد، على الآبار الجوفية كمصدر لمياه الري والشرب نظرًا لعدم وصول مياه النيل للمحافظة الأمر الذي يتكلف أموالًا باهظة في حفر الآبار وتشغيلها خاصة في حال تشغيلها بنظام الديزل والسولار أو حتى الكهرباء في ظل ارتفاع أسعار شرائح الاستهلاك. قال صلاح محمد عبده، مزارع بمركز الخارجة، لمصراوي إن الفلاح خلال الفترة الماضية واجه صعوبة في عملية الزراعة ما تسبب في عدم توسع الرقعة الزراعية، لاعتمادهم على التيار الكهربائي أو السولار والديزل لتشغيل الآبار الزراعية، خاصة أن عملية توصيل التيار للمناطق الصحراوية مكلفة للغاية لو تحملها المزارع بنفسه. وأضاف "صلاح" أن الحل جاء في استغلال الطاقة الشمسية والتي حققت نجاحًا كبيرًا وأصبح من الممكن أن يقوم أي مزارع بإنشاء محطة طاقة شمسية مصغرة في الصحراء، وحفر بئر مياه، وتشغيلها في أي وقت وزراعة المساحة التي يريدها في الصحراء دون الانتظار لتوصيل التيار الكهربائي أو تحمل نفقات طائلة شهريًا في ظل أن الفاتورة الشهرية لقيمة الاستهلاك تتراوح بين 600-700 جنيه. فيما قال أحمد سعيد نبهي، صاحب بئر ومزرعة بقرية بولاق بمركز الخارجة، لمصراوي، إن تجربة تشغيل بئر جوفية في مزرعته بالقرية نجحت بنسبة 100%، وجرى تشغيل البئر، بعد استخدام 10 ألواح بتكلفة إجمالية 100 ألف جنيه، وجرى ري الأراضي الزراعية المحيطة بالبئر، موضحًا أنه نفّذ المشروع لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، واستخدام نُظم الري الحديث، لتحقيق أعلى عائد من الفدان وترشيد النفقات. وأضاف "نبهي" أن هذا النظام في تشغيل الآبار الزراعية، يوفر المال والجهد على المزارعين، بالقضاء على الأعطال المتكررة من طلمبات الديزل، بجانب توفير سعر السولار، الذي يجري شراؤه بصفة دورية لتشغيل البئر. من جهته قال المهندس مجدي الشحات، وكيل وزارة الري بمحافظة الوادي الجديد، لمصراوي، إن وزارة الري نجحت خلال العام المالي المنقضي في تشغيل 58 بئرًا بنظام الطاقة الشمسية، وإذا نجحت الحكومة في تطبيق نظام تشغيل الآبار الجوفية بالمحافظة بنظام الطاقة الشمسية لجميع الآبار التي تعمل حاليًا بالسولار وهي 180 بئرًا جوفيًا ستوفر 2.4 مليار جنيه لخزينة الدولة. فضلًا عن المميزات الكثيرة التي يوفرها النظام الشمسي وأبرزها أن الصيانة لا تبدأ إلا بعد 25 سنة تشغيل، وهناك مميزات أخرى فنية منها الحفاظ على طلمبات الأعماق لفترات طويلة، بسبب نظام عمل البئر بالطاقة الشمسية، والذي يمنع في حال توقفه عملية الهبوط السريع لعامود المياه بطول البئر وهبوطه بشكل مفاجئ على طلمبة الأعماق. وأكد "الشحات" أن المحافظة بها 593 بئرًا جوفيًا نجحت وزارة الري من خلال تعليمات وتوجيهات الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، وقطاع المياه الجوفية بالوزارة بقيادة الدكتور سامح صقر، في تشغيل 58 بئرًا جوفيًا منها بنظام الطاقة الشمسية خلال الفترة الأخيرة و325 بئرًا جوفيًا تعمل بنظام الطاقة الكهربية و30 بئرًا بنظام التدفق الذاتي في منطقتي غرب الموهوب والفرافرة. وأشار إلى وجود 180 بئرًا تعمل بنظام الديزل والسولار وتحتاج للتشغيل بنظام الطاقة الشمسية، فالبئر يتكلف تشغيله سنويًا متوسط 650 ألف جنيه بنظام السولار، بينما إذا جرى تحويله إلى الطاقة الشمسية، والتي تتكلف 3 ملايين جنيه للبئر الواحد، ويستمر تشغيله لمدة 25 سنة دون مصاريف تذكر، وبالتالي ستوفر هذه العملية 2 مليار و400 مليون جنيه على مدار هذه الفترة لخزانة الدولة. وأضاف وكيل الوزارة أن منظومة الطاقة الشمسية في تشغيل الآبار بمحافظة الوادي الجديد حققت نجاحًا كبيرًا لما تمتاز به المحافظة من نسبة سطوع لأشعة الشمس على مدار العام، بما يُساعد على توفير المصدر الرئيسي لتشغيل الخلايا الشمسية التي تقوم بتوليد الكهرباء التي تحتاجها الآبار، ومن الممكن أن تحقق فائضًا في الإنتاج وهو أحد أنقى مصادر الطاقة المتجددة التي أثبتت فعاليتها بالمحافظة لتكون هي الطاقة المستقبلية التي ستعتمد عليها المحافظة في الحصول على الطاقة الكهربائية. كما أشار إلى أن الوزارة حاليًا تسعى جاهدة لتوفير تمويل للبدء في تحويل ال180 بئرًا إلى نظام الطاقة الشمسية خلال الفترة المقبلة.