شهدت الفترة بين عاميّ 2015 و206 ارتفاعًا في حالات الاعتداء ضد المُسلمين في الولاياتالمتحدة، لتتجاوز أعلى مستوى تم تسجيله بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، حسبما أظهر تحليل جديد لمركز "بيو" الأمريكي للأبحاث. وسجّل المركز 127 حالة اعتداء في 2016، و91 حالة في 2015، مقابل 93 حالة أعقب هجمات 11 سبتمبر في 2001. وقال "بيو"، استنادًا إلى إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، إن الأرقام تراجعت في الفترة من 2002 إلى 2005، وتراوحت ما بين 34 إلى 35 حالة اعتداء. وفي عام 2010 إلى 2012 تراوحت الاعتداءات ما بين 55 إلى 63 ، لتعاود الأرقام صعودها بشكل مأساوي وصولًا إلى هذا المستوى غير المسبوق في 2016. وأوضح المركز أن الاعتداءات ليست الشكل الوحيد لجرائم الكراهية ضد المُسلمين والجماعات الدينية الأخرى، مشيرا إلى أن الأكثر شيوعًا هو التخويف، الذي يعرف بأنه "خوف معقول من الأذى الجسدي". ولفت إلى ازدياد حالات التخويف ضد المسلمين في عام 2016، حيث أُبلِغ عن 144 ضحية، مقارنة ب120 ضحية في 2015. وماتزال هذه الأرقام ضعيفة، بالنظر إلى وقوع 296 ضحية للتخويف بين مُسلمي الولاياتالمتحدة في عام 2001. كما لفت "بيو" إلى ارتفاع مُعدل أنواع معينة من الجرائم التي تتسبّب في تدمير الممتلكات، بما في ذلك التخريب، مع تسجيل 92 عملية تخريب ممتلكات مسلمين في الولاياتالمتحدة العام الماضي، مقارنة ب70 حالة في 2015. وبشكل عام، سُجّلت 307 جرائم كراهية ضد المسلمين في عام 2016، بزيادة قُدّرت 19 بالمئة عن العام السابق. كما ارتفع العدد الإجمالي للحوادث المناهضة للمسلمين بزيادة 67 بالمئة، مع تسجيل 257 حالة في 2015 مقارنة ب154 في 2014. وكما حدث في السنوات السابقة، فإن أكبر عدد من جرائم الكراهية ضد الجماعات الدينية استهدفت اليهود. في عام 2016، وقعت 684 حادث كراهية ضد اليهود، ما يمثل زيادة طفيفة عن عام 2015 الذي سجّل 664 حالة. وفي المقابل، وقعت 62 جريم كراهية ضد الكاثوليك و15 ضد البروتستانت في عام 2016. في خِضم الارتفاع الأخير في حوادث جرائم الكراهية، يقول معظم المسلمين في الولاياتالمتحدة إن مجتمعهم يواجه التمييز. ففي استطلاع أجراه المركز بداية العام الجاري، ذكر ثلاثة أرباع البالغين المسلمين في أمريكا (75 بالمئة) أن هناك "الكثير" من التمييز ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة، وهو رأي يتقاسمه ما يقرب من 7 من كل 10 أشخاص بالغين، بنسبة (69 بالمئة). إضافة إلى ذلك، يقول نصف المسلمين، بحسب المركز، إنه بات من الصعب في السنوات الأخيرة أن تكون مسلمًا في الولاياتالمتحدة، مع تعرّض 10 بالمئة من المجموعة التي شملها الاستطلاع، للتمييز والعنصرية والتحامل. وبوجه عام، فإن ما يقرُب من ربع البالغين المسلمين في الولاياتالمتحدة (23 بالمئة) ينظرون إلى التمييز أو العنصرية أو التحيز، باعتبارهم أكبر مشاكل تواجه المسلمين الأمريكيين في الوقت الحالي. وجاءت أرقام مركز بيو متسقة مع بيانات "إف بي أي"، الذي أعلن تسجيل 6 آلاف و121 جريمة كراهية في عام 2016، مقارنة ب 5800 جريمة في 2015. وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى استناد جميع جرائم الكراهية في العام الماضي تقريبًا إلى تحيّز معين، فجاء 75.5% مدفوعًا بالتحيز العرقي أو الإثني، و21 بالمئة بدافع التحيز الديني و17.7 ابلمئة بدافع التحيز للنوع.